إعلانات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
    مشاركة مميزة

    المشاركات الشائعة

    أرشيف المدونة الإلكترونية

    المتابعون

    آخر التعليقات

    أرشيف المدونة الإلكترونية

    بحث

    المشاركات الشائعة

    الأحد، 29 ديسمبر 2013

    راسبوتين الساحر المشعوذ





    سارق أرواح، راهب فاسق،  صانع الخدع السحرية  استطاع أن يخترق العائلة الإمبراطورية بفضل قواه الإستشفائية، بحيث استطاع غريغوري إييفيموفيتش راسبوتين أن يحظى بثقة عمياء من القيصرة على أنه ولي من أولياء الله جاء لينقذ ابنها المعلول و ينقذ روسيا التي هي على حافة الانهيار، لكنه في الواقع ليس إلا مشعوذا محتالا سارقا للأرواح، انتهز المحنة الني تمر بها العائلة الملكية في روسيا ومرض ابنها الصغير ليقترب أكثر من السلطة ودوائر القرار.
    لقد استطاع هذا المخادع المحتال أن يجعل من نفسه إنسانا ضروريا للعائلة الإمبراطورية ولعدة شخصيات بالبلاط بل حتى لبعض السياسيين من الطبقة المخملية، تم فضح ألاعيبه عدة مرات من طرف الصحافة حتى وصل مداه إلى مناقشة أمره في مجلس الدوما سنة 1912.
    وما لبثت الحرب أن اندلعت، فكتب القيصر من ساحة المعركة إلى القيصرة ألكسندرا مؤتمنا إياها على السلطة في ظل ربيبها والمقرب إليها الراهب الصوفي راسبوتين الذي كان يسهر على الحالة الصحية المتدهورة للقيصر الصغير إيفيتش المصاب بالهيموفيليا.
    كان الوضع في روسيا رهيبا: ثلاثة عشر مليون عسكري تحت السلاح، قُتِل منهم مليونان، وأُصيب منهم أربعة ملايين ونصف، رغم هذا الوضع المتردي لم يهتم القصر الإمبراطوري المضيء بذلك وبقي مستسلما لملذاته وشهواته التي لا تنقطع ولا تبرد، لكن كان هنالك الأمير فليكس يوسوبوف، شخص حازم وحاد الذكاء اتخذ وحده القرار بتصفية راسبوتين لأجل إنقاذ الملكية التي أضحت صورتها بغيضة سواء في نظر الشعب أو في الخارج، وفي ليلة 16-17 ديسمبر 1916 استطاع فليكس يوسوبوف أن ينصب فخا محكما لراسبوتين، حيث قام باستدعائه إلى قصره للمذاكرة، وخلال سمرهم الليلي قدم يوسوبوف لراسبوتين حلويات محتوية على سيانيد قاتل، لكن المفاجأة تجلت في أن حتى السم لم يستطع النيل من ذلك الراهب المخادع، عند هذا الحد قرر الأمير يوسوبوف أن يستعمل سلاحا ناريا لوضع حد لهذا الشيطان، أخذ مسدسه وأطلق طلقة نارية عن كثب أصابت راسبوتين في مقتل، استطاع بعدها هذا الأخير أن يقف على رجليه ويهرب إلى الحديقة الخارجية، تبعه ركضا الأمير يوسوبوف، ولحسن حظ يوسوبوف ولسوء حظ راسبوتين استطاع النائب في مجلس الدوما بوريشكيفيتش أن يرديه قتيلا قبل أن يهرب، لكن يوسوبوف أراد أن يتيقن من التخلص من هذا المخادع بصفة نهائية فأطلق على رأسه عيارا ناريا عن قرب واضعا بذلك نهاية للشيطان المتواطئ مع القيصرة ألكسندرا.
    وضع المتآمرون الجثة في صندوق سيارة، ثم قاموا بعد ذلك برميها في نهر نيفا، ولما تم استخراج الجثة فيما بعد من النهر تم اكتشاف أن راسبوتين كان ما يزال حيا عندما تم قذفه في النهر، وبذلك يكون قد مات غريقا، ورغم ذلك، فإن هذه الجريمة المتقنة والمحكمة التخطيط لم تمنع من سقوط الملكية في روسيا، فمع حلول 17 مارس 1917 تنازل نيكولا الثاني عن السلطة، وثم إعدامه هو وعائلته على يد البلاشفة سنة 1918، مما أسدل الستار على حكم دام ثلاثة قرون من طرف عائلة رومانوف التي انتهت نهاية مأساوية من بعد حياة بذخ ونعيم في القصور.

    لقد كانت العائلة الإمبراطورية في مطلع القرن العشرين تضع مستقبل عرشها ومستقبل روسيا بين أيدي دجال مخادع ماكر، استطاع أن يتلاعب بالعقول وأن يستهوي الأرواح الضعيفة التائهة، شيطان في صورة راهب ناسك يدعو للخير والصلاح والزهد والفضيلة وهلما جرة من مصطلحات قاموس الوعظ المعلية في السماء، يسعى إلى شفاء الأهواء والأدواء في العلانية لكنه في سره المكتوم المكنون يرقد شيطان مارد سارق للأرواح، روح القيصرة ألكسندرا وروح طفل صغير لم يبلغ بعد أشده ومعهما روح روسيا.  

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    ShareThis

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...