إعلانات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
    مشاركة مميزة

    المشاركات الشائعة

    أرشيف المدونة الإلكترونية

    المتابعون

    آخر التعليقات

    أرشيف المدونة الإلكترونية

    بحث

    المشاركات الشائعة

    الأحد، 29 ديسمبر 2013

    النت القاتل

    يبدو أن الأمور في العالم قد بدأت تخرج من عقالها، وكما يقول المثل المغربي ما قدهم فيل زادوه فيلة، فبالرغم مما أحدثه الأنترنت من تواصل وطفرة نوعية هائلة في جميع الميادين فقد كان لذلك آثار جانبية مدمرة وقاتلة تجلت فيما آلت إليه العلاقات الاجتماعية من ترد على جميع المستويات على الصعيد العالمي، وباقي العاطي يعطي، فأبواب الحرب الإلكترونية لم تعد خيالا علميا لقد أضحت واقعا ملموسا مع ظهور دودة ستوكس نت التي باستطاعتها أن تدمر محطة نووية أو أنبوبا للنفط في رمشة عين، إلى حد الآن تمكن الخبراء من تجنب الكارثة، لكن السؤال الخطير إلى متى يمكن للخبراء أن يصمدوا في وجه بحر عات متلاطم الأمواج؟، يمكن لأي أخرق أو أي حكومة خرقاء أن تدمر مدينة عن بكرة أبيها من بُعْد بواسطة لوحة مفاتيح وكود خبيث.
    ولقد سبق للبانتغون أن تعرض لهجوم كبير في خريف 2008 وتمت سرقة معطيات مصنفة، حدث الهجوم عن طريق مفتاح يو إ س ب ملوث من كمبيوتر محمول بإحدى القواعد الأمريكية بالشرق الأوسط، ثم انتشر بعد ذلك كود الفيروس في الشبكة الداخلية للبانتغون، وقد استغرقت الإدارة الأمريكية سنة كاملة بقدها وقديدها وبجميع طواقمها وخبرائها للتخلص بصفة نهائية من الدودة التي كادت تعصف بالحياة الافتراضية للمريكان، مما اضطرهم بعد اجتياز الامتحان لوضع استراتيجية صارمة للأمن السيبراني.
    وتجدر الإشارة أن شركات مكافحة الفيروسات يصلها يوميا ما يناهز مائتي ألف برنامج خبيث، لكل منها دوافع وأهداف متنوعة، فمنها من يسعى لسرقة معلومات من الكمبيوتر المصاب، ومنها من يُتِيح الفرصة لإنشاء شبكة من الكمبيوترات المتصلة في ما بينها لإعطاء الانطلاقة لهجوم كبير، ومنها من يعطل الجهاز ويطلب فدية مقابل إصلاحه. فكما في الأنشطة الإجرامية التقليدية فالحد الوحيد لما يمكن أن يحدث هو الخيال كما جاء في أفلام الفرد هيتشكوك.
    وظهرت في الآونة الأخيرة دودة ستوكس نت التي لم يظهر مثلها في البلاد من قبل، فحسب رأي المختصين من المفترض أن تكون دودة ستوكس نت من صنع دولة بواسطة أجهزة مخابراتها ومختبراتها الجهنمية، لأنه من المستحيل على هايكر أو مجموعة هياكرة مهما كانت مواهبهم ومهما كان ذكاءهم أن يتمكنوا من دمج كَمٍّ هائل من التكنولوجيا العالية في كود واحد، وإنني لا أستبعد ذلك البتة، فمن قام بتصنيع فيروسات قاتلة للبشر في مختبراته من الذي يمنعه من تصنيع فيروسات فتاكة بأنظمة الكمبيوتر وشبكاتها؟
    ولحد الآن قامت عدة شركات منتجة لبرامج مكافحة الفيروسات بتحليل كود دودة ستوكس، ولم يتوصل أي منها لفك شيفرة هذا الكود وجينومه، ومن الواضح أن دودة ستوكس نت وضعت كهدف لها مجموعة من المحطات الكهربائية خصوصا في إيران الذي يبدو الأكثر إصابة، وقد اعترف المسؤولون الإيرانيون بوقوع إصابات في العديد من المحطات ببلادهم لكن أي منها لم يصب بأعطاب حسب تصريحاتهم، وهنا يمكن وضع السؤال التالي: هل تمت إصابة المحطة النووية أبو شهر؟، سترينا الأيام ما كنا نجهل ويأتينا بالخبر من لم نزود، وإلى يومنا هذا تمت إصابة أكثر من مائة ألف نظام معلوماتي في العالم معظمها في إيران وكذلك في أندونيسيا والهند.
    ففي الولايات المتحدة عندما انفجر أنبوب للغاز قرب سان فرانسيسكو في شهر شتنبر 2010، قامت الشرطة بمصادرة معطيات جميع الحواسيب لأن فرضية هجوم لدودة ستوكس نت كانت مطروحة ضمن فرضيات أخرى، كذلك هو الشأن لما حدث من التسرب النفطي الذي حدث بخليج المكسيك، فلم يكن مستبعدا أن تكون دودة ستوكس نت هي السبب.
    ودودة ستوكس نت هي عبارة عن قنبلة منطقية تكون أهدافها الرئيسية هي المنشآت الصناعية كأنابيب النفط أو المحطات الكهربائية وخصوصا النووية، فبمجرد أن تخترق الأنظمة، يكون هدفها الأساسي إعادة برمجة أنظمة السيطرة والمراقبة الصناعية وذلك بتغيير كود وحدات التحكم المنطقية حتى تشتغل بالطريقة التي يبتغيها المهاجم.
    ومن بين المواقع المستهدفة، سلطت وسائل الإعلام أضواءها على محطة أبوشهر النووية، لكن هنالك من يقول بأن الهدف الرئيسي هو الطاردة المركزية لتخصيب اليورانيوم من أجل أغراض عسكرية المتواجدة بمدينة ناتانز وسط إيران.

    لكن المقلق في الأمر حسب رأي الخبراء هو احتمالية وجود فيروسات ودود مشابه بل أكثر تدميرا من ستوكس نت لم يتم الكشف عنها بعد.
    لقد ولى زمن الحروب التقليدية بالسيوف والرماح والخناجر ثم جاء بعده زمن الحروب بالطائرات والمدافع والرشاشات والقنابل النووية والهيدروجينية، الذي على ما يبدو سوف يفسح المجال تدريجيا لزمن الحروب الإلكترونية التي سوف تكون على جميع الأصعدة أكثر تدميرا من أي وقت مضى ولدرجة لا يمكن تصورها إلا في أفلام الخيال العلمي.
    سُئِل مرة أينشتاين كيف ستكون الحرب العالمية الثالثة؟، فأجاب بأنه لا يعلم شيئا عن ذلك، وتابع قائلا بأن الحرب العالمية الرابعة سوف تكون بالهراوات والحجارة، والرجوع إلى الأصل أصل كما يقول المثل 

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    ShareThis

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...