إعلانات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
    مشاركة مميزة

    المشاركات الشائعة

    أرشيف المدونة الإلكترونية

    المتابعون

    آخر التعليقات

    أرشيف المدونة الإلكترونية

    بحث

    المشاركات الشائعة

    ‏إظهار الرسائل ذات التسميات حقائق تاريخية. إظهار كافة الرسائل
    ‏إظهار الرسائل ذات التسميات حقائق تاريخية. إظهار كافة الرسائل

    الجمعة، 3 يناير 2014

    لهذا منح ديفد بترايوس وسام القائد والمفكر

    لو كانت صحوات العراق ردا على الغلو، كما يزعم رموزها والخصوم على السواء، لعملت على ردع أهله، لكنها أول ما ظهرت كانت مشروع خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين، وعمالة صريحة بقيادة أمريكية وحكومية.

    أما الثمن الذي قبضه بعض رموز السنة وأمراء الجماعات الجهادية، التي صارت سجلاتها، مسبقا، بأيدي المخابرات الدولية والإقليمية، لهدم المشروع الجهادي في العراق عبر الصحوات، لم يكن إلا مجرد وعود بتقاسم السلطة مع الشيعة لمنعهم من الانفراد بها!!

    فلما عزم الأمريكيون على الانسحاب وضعوا هؤلاء بين خيارين: إن لم تهيؤوا أنفسكم لملء الفراغ والحصول على حقوقكم فإما أن يتسلم الإيرانيون العراق وإما أن تتسلمه القاعدة .. هكذا كانت الصفقة والباقي تفاصيل.

    أربع سنوات مضى على ظهور صحوات العراق وسط انزواء شبه تام للجماعات الجهادية إلا من الدولة الإسلامية في العراق والشام .. لكن العراق يبدو وكأنه ينفجر بعد أن تسلمته إيران من الولايات المتحدة، ووطنت فيه الطائفية، حتى صار النظام فيه أشبه بنظام النصيرية في سوريا. 

    نفس المخطط، ونفس الوجوه، ونفس المشايخ، ونفس الرموز، نفس القوى والتيارات، نفس المرجعيات، ونفس مفردات التحريض والتشويه، ونفس الدول التي صنعت صحوات العراق تصنعها اليوم في سوريا!!! ولعله، لا قدر الله، نفس المآل .. خسارات بالجملة، ودماء وضحايا وكوارث من أجل عيون أمريكا. 

    **************************
    ديفيد بتريوس هو قائد القوات الأمريكية في العراق الذي ابتدع، آنذاك، فكرة الصحوات وأشرف عليها حتى صارت مضرب المثل في النجاح كنموذج قابل للتعميم على دول أخرى.

    الخميس، 2 يناير 2014

    كيف عاون الاخوان اخوانهم لاقامة وطنهم في فلسطين المحتلة

    اكدت تقارير ان جماعة الاخوان المسلمون صنعتها الولايات المتحدة الامريكية وبدأت اتصالاتها بأمريكا وبريطانيا منذ الخمسينات على اساس المصالح المشتركة وقد ساهمت وكالة الاستخبارات المركزيةc I a والمخابرات السعودية فى صناعة تلك الجماعة من اجل ضرب الحركات الاسلامية والجهادية فى العالم العربى والشرق الأوسط وضرب التيار السلفى والجماعة الاسلامية من خلال الإخوان.
    وأشارت التقارير إلي أن استئناف الولايات المتحدة للحوار مع جماعة الإخوان المسلمين هدفه الاستعانة بهم لضرب كافة التيارات الليبرالية داخل مصر بعد ثورة 25 يناير لأن أمريكا تتخوف من امكانية قيام نظام ديمقراطى حر بمصر يهدد جارتها اسرائيل حال تحول مصر الى قوة بالمنطقة وبالتالى تسعى الى ابقاء مصر تحت سيادتها بكافة السبل



    واضافت أن عدد كبير من قيادات الاخوان المسلمون والتنظيم الدولى للجماعة يرتبط بشبكة مصالح مشتركة مع امريكا لان عدد كبير من قيادات تلك الجماعة عبارة عن شركاء تجاريون بشركات النفط الامريكية بمنطقة الخليج ويمتلكون اسهما فيها اضافة الى انهم تيار راسمالى يمينى خالص يلعب على وتر الاسلام

    ولفت إلي أن السيناريو الذى ترسمه واشنطن هو إقامة نظام برلمانى إسلامي من خلال الإخوان وامكانية سيطرتهم على الانتخابات البرلمانية القادمة وذلك باستخدام راس المال السياسى وشراء الأصوات الانتخابية اضافة لشعار الاسلام هو الحل.

    وفى كتاب التنظيم السرى للإخوان المسلمون لعلى عشماوى اخر قيادات التنظيم الخاص للجماعة فى الخمسينات يقول علاقة الاخوان المسلمون باللوبى اليهودى داخل مصر بدأت من خلال مؤسستهم التجارية بالجيزة عام 1954 وكان التاجر اليهودى فيكتور نجرين هو من يتولى التوريدات التجارية لمؤسستهم اضافة الى تردد قياداتهم على بيوت الدعارة آنذاك وعندما قامت حرب 1956 قام الاخوان بتهريب عشرات اليهود من داخل مصر الى خارجها عبر السويس وغيرها وبذلك فهى او جماعة طبعت مع اسرائيل منذ قيامها عام 1948 ولا يجب ان ننخدع بخطاب الاخوان الزائف التمويهى

    العلاقة بين جماعة الاخوان والمؤسسة العسكرية فى مصر حقيقية لان الاخوان كانت لهم تشكيلات فى القوات المسلحة المصرية منذ عام 1948 بمعنى انهم اخترقوا بالفعل تلك المؤسسة وحاولوا الانقلاب على عبد الناصر وقتله وخلال عام 1958 حاول بعض معتقلى الاخوان بسجون الواحات الارتداد عن الاسلام الذى يرفعوا شعاره الان والتحول الى المسيحية بسبب التعذيب بسجون عبد الناصر مما يدل على تقلب مواقفهم وزيف شعاراتهم

    .كما ظلت جماعة الاخوان تعمل باستيراتيجية التنظيمات السرية طوال تاريخها وهى استيراتيجية تمتاز بالديكتاتورية المطلقة وطاعة المرشد بصورة عمياء وعدم الخروج عنه ولو كان فاسدا فالعمل السرى لا يحتمل المناقشات والعلنية



    وخلال الخمسينيات واوائل الستينيات وبسبب حالة العداء بين نظام عبد الناصر والاردن والسعودية شكل الاخوان لوبى عربى اخوانى بالسعودية والاردن وسوريا وفلسطين بعد هروب معظمهم من مصر

    تاريخ الخيانة للحركة اليهودية المسماة زورا بالاخوان المسلمين


    لقد نجح المجلس العسكرى فى الضحك على الإخوان بسبب الصفقة الخبيثة وسوف يرميهم فى مزبلة التاريخ وسوف تتذكرون كلامي هذا .....
    جماعة الإخوان المسلمين مزيد من التبعية والخيانة للمشروع الإسلامى
    بسبب حقدهم وضحالة أفكارهم فلم يتعلموا من الدروس على مدى القرون الماضية وكانوا هم السبب فى تأخر المشروع الإسلامى بسبب السياسة الإنهزامية والسذاجة التى يتمتع بها كثير من هؤلاء والتبعية العمياء للعسكر ويظنون بذلك أنكم على شيىء بل هم على خطر وعلى جهل وخيانة
    فقد صرح الاخوان من قبل أنهم لم يرشحوا مرشح من قبلهم
    والآن ظهروا وبانوا على حقيقتهم وقد فقدوا ثقة الشعب فيهم وسوف يتبرء الشعب من الإخوانج ولن يصدقهم الشعب
    فهل تم الصفقة بين حزب النور البرهامى والمجلس العسكرى والإخوان المفلسين
    الإخوان على مدى العصور لم يمكن الله لهم بسبب بُعدهم عن المنهج الصحيح الخالص إنما يريدون منهج أخوانج أفرنج يرضى جميع الأطراف
    الإخوان يرشحون خير الشاطر لشق العصى وهذا مايريده المجلس العسكرى وهذه صفقة خبيثة ولعبة من المجلس مع الأخوان حتى يشتتوا أصوات الإسلاميين بعد أن ظهر تفوق الشيخ حازم أبوإسماعيل
    فعقد الإخوانج الصفقة مع مجلس الخيانة لشق الصف حتى ينجح مرشح فلولى أو إسلامى ليبرالى أو مرشح يرضى عنه أوباما ثم بعد ذلك ثم يرميهم المجلس العسكرى وسوف يلعنهم التاريخ
    نقول للأخوانج وحزب النور التلفي لن ندعمكم ولن يدعكم الشارع المصري فقد بان مكرمكم وخبثكم وبإذن الله سوف ينجح الشيخ حازم بإذن الله جل وعلا
    واقسم بالله أن شباب الإخوان المخلصين لايرضون بذلك بل بعض القيادات لاترضى بذلك ومنهم الجزار وغيره من أهل الفضل فى الإخوان وهم شرفاء
    اللهم لاتحقق لهم غاية
    اللهم رد كيدهم ومكرهم فى نحورهم
    وهذه شهادة بعض المعاصرين على علاقتهم باليهود واعداء الاسلام
    1. علاقة الإخوان المسلمين بأعداء الإسلام من اليهود والنصارى و الشيوعيين

      للشيخ الفاضل أبي عمار علي بن حسين الشرفي الحذيفي

      علاقة الإخوان المسلمين بأعداء الإسلام من اليهود والنصارى والشيوعيين:
      لـ "الإخوان المسلمين" علاقة مشبوهة ببعض اليهود والنصارى وغيرهم، ومن ذلك:

      _ ذكر الشيخ أحمد شاكر في كتاب لأول مرة يطبع صدر مؤخراً، وقد كان تقريراً سرياً عن شئون التعليم والقضاء في مصر رفعه نصيحة للملك عبد العزيز رحمة الله عليهما (ص48) قال فيه: (حركة الشيخ حسن البنا وإخوانه المسلمين الذين قلبوا الدعوة الإسلامية إلى دعوة إجرامية هدامة، ينفق عليها الشيوعيون واليهود كما نعلم ذلك علم اليقين) أ.هـ فائدة نقلناها بواسطة الأخ الفاضل فؤاد العمري.

      فتأمل في قوله رحمه الله: (ينفق عليها الشيوعيون واليهود كما نعلم من ذلك يقينا)، وقد وجدنا ما يشهد لعلاقة "الإخوان المسلمين" ببعض الدول الغربية وبعض المنظمات، منها:

      1_ ما ذكره علي عشماوي في "التاريخ السري للإخوان المسلمين":
      (بدأت أراجع جميع أعمال الإخوان والتى كانوا يعتبرونها أمجاداً لهم بعد معرفتى بعلاقات العمالة والتبعية من بعض قادة الإخوان للأجهزة الغربية الصهيونية، والتي أكدها لي المرحوم الأستاذ سيد قطب من أن عبد الرحمن السندي والدكتور محمد خميس - والذي كان وكيل للجمعية فى عهد الأستاذ حسن الهضيبي - وأن أحد أصحاب المطابع الكبرى والذى كان أحد كبار الإخوان وكان عميلاً للمخابرات الإنجليزية. أما تجربتي الشخصية والتي سمعتها مباشرة من صاحب الشأن وهو أننى التقيت فى عنبر بالسجن الحربي بالدكتور م.ع.ف "رئيس مكتب إداري إحدى المحافظات الكبرى فى مصر ـ بكل ما فيها .. قال إنه كان فى نهاية الأسبوع دائماً يذهب بصحبة زوجته والتى وصفها بأنها كانت من أجمل نساء الأرض كان يذهب كل أسبوع إلى الإسماعيلية حيث يسهر مع الضباط الإنجليز هو وزوجته، ويقضون الليل فى الرقص ولعب البريدج، وكان يقول أن الشيء الذى يتعب شباب الإخوان هو تفكيرهم الدائم فى الجهاد، وكان من السهل قيادتهم حين تحدثهم فى هذا الأمر. هكذا نرى الضرر الفادح الذى يلحق الساذجين الذين ينتمون إلى مثل تلك التنظيمات، فهم مخلصون وقادتهم عملاء يتصرفون فيهم بلا آمان ولا رقابة ودون أى تقوى من الله الذى يبايعون الأفراد على طاعته والالتزام بأمره، فيطيع الأفراد ويضل القادة، ويستعملون الأفراد فى غير طاعة ولا خوف من الله) أ.هـ

      2_ وقال علي عشماوي في "التاريخ السري للإخوان المسلمين":

      (ثم تبين أن الهضيبي كان قد أقام مفاوضات خاصة مع الإنجليزي مع "مستر إيفاتر" وتنازل فيها تنازلات شديدة، وقد قامت الحكومة بنشر هذا الأمر رداً على هجوم الإخوان على الاتفاق المبرم بين الحكومة والإنجليز) أ.هـ

      3_ قال الدكتور إبراهيم المطلق في مقال نشره في الإنترنت حول العلاقة بين قناة الجزيرة و"الإخوان المسلمين":

      (الصورة الخفية والتي تسعى الجماعة بكل إمكانياتها ووسائلها أن لا تفتضح هي الولاء الأكيد لدول غربية كبرى، وربما أن فكرة إنشاء الجماعة خطط لها وطبخت أفكارها في دهاليز سفارات بعض تلكم الدول في مصر أنذاك !! .وهذا ليس اتهاما مني ولكنه ما اعترف به بعض كبار مؤسسي الجماعة وكبار قيادييها.

      وسيد قطب اعترف أن سفارة إنجلترا في مصر كانت مقرا للعديد من اجتماعات التنظيم وأعضائه فما علاقة السفارة بالتنظيم ؟! حينما نعود لتاريخ تلكم الحقبة الزمنية ونستعرض الصراع الدولي الساخن بين أمريكا وحليفتها المملكة المتحدة وبين إتحاد الجمهوريات الروسية والمسمى بالدب الأحمر ومصر حينها بقيادة جمال عبد الناصر مصنفة بالنظام الشيوعي ألا يتصور بل يغلب على الذهن أن فكرة زرع تنظيم الإخوان المسلمين في مصر من قبل الإنجليز وأمريكا بهدف سياسي استخباراتي بحت ؟

      4- جمال البنا شقيق حسن البنا مؤسس تنظيم الإخوان اعترف بهذه العلاقة بين التنظيم والإنجليز حيث قال في مقابلة معه قبل عدة أشهر تقريبا في "قناة دريم" إن حزب الإخوان المسلمين مرتبط بالمخابرات البريطانية " !! أيضا حينما نجد أن بعضا من كبار قياديي التنظيم الإخواني في عالمنا العربي والخليجي إذا قرر إعلان التمرد والخروج على نظامه الحاكم في بلده لا يجد بلدا يضمه ويحميه ويؤويه ويحتويه سوى المملكة المتحدة محمد سرور زين العابدين وسعد الفقيه والمسعري وغيرهم الكثير من أبناء العرب المنتمين للإخوان المسلمين حصلوا على لجوء سياسي هناك وحصلوا على تأمين السكن والسيارة والمعيشة !! فما سر هذه الاهتمام والاحتضان والعلاقة ؟!!

      أتذكر في عام 1415 هـ دعيت لمأدبة عشاء على شرف عدد من قياديي الإخوان المسلمين في السعودية ومن يتزعمون الدعوة للإصلاح في مجتمعنا وكنت حينها مجهول الهوية يعني لست محسوبا على تيار معادي او خصم لهم فلفت نظري أن أحدهم وبعد مأدبة العشاء يقول وبالحرف الواحد للحضور من لديه وثائق تدين الدولة فليسلمها لي كي أبعث بها لبعض المؤسسات الحقوقية في بريطانيا تنشر هناك كي نحرجهم !!!.

      والسؤال ماذا يفهم من هذا أليس صريح الولاء لتلك الدولة ومؤسساتها ؟!!) أ.هـ

      5_ وذكر الكاتب محسن محمد في كتابه: "من قتل حسن البنا؟" (ص‏88‏) أنه قد حصل لقاء بين "السير والتر سمارت" المستشار الشرفي للسفارة البريطانية، مع وكيل وزارة الداخلية المصرية حسن باشا رفعت أفاد وكيل الوزارة بأن معلوماته تقول إن الأستاذ البنا قد تلقي إعانات مالية من الإيطاليين والألمان والقصر‏، وقد نقل الأستاذ محسن محمد هذه المعلومات وغيرها عن وثائق أرشيف "الخارجية البريطانية‏".‏

      6- وهناك إخواني سابق وهو عبد السلام البحري وقد أجرت معه صحيفة "الجمهور" يوم الأحد 5/ يونيو / 2011م مقابلة صحفية فسألوه:

      (أنت تريد ان تقول ان الاخوان الذين كانوا يحاربون أمريكا والغرب وينتقدونهم الآن يسعون للتحالف معهم؟

      مش يسعون للتحالف، هم قد تحالفوا معاهم وقد وقعوا والوثائق موجودة، منها في الدنمارك ومنها في قبرص وهناك من الوثائق نفسها داخل الموساد الاسرائيلي وداخل المخابرات وثائق معمدة بالنجمة السداسية.

      إذاً نستطيع القول ان الاخوان المسلمين يعملون الآن لحساب أمريكا والغرب ومن يسمونهم بـ”الصليبيين”؟

      نعم يعملون لحساب أمريكا والدنمارك وهولندا ودول عدة خارجية) أ.هـ


      7- وقد وافقه إخواني سابق وهو الحارس الشخصي للزنداني - سابقاً - محمد أحمد البشاري ففي مقابلة صحفية مع صحيفة الجمهور الأحد 3/ يوليو/2011م: سألته الصحيفة قائلة: (هذا الكلام سبق أن أكده قيادي في الإخوان هو الشيخ عبدالسلام البحري في حوار معه.. قال: "إن الاخوان المسلمين الآن لم تعد مبادئهم كما كانت زمان.. الآن اصبحوا يعملون لحساب امريكا وإسرائيل والدنمارك ولديهم مواثيق وعهود فيما بينهم..
      هل توافقه في هذا الطرح؟)

      فأجاب قائلا: (أوافقه وأزيدك أشياء كثيرة.. أنا أحسست أننا يوم كنا في افغانستان - وهذيك التعبئة في فترة الثمانينات وما بعد الثمانينات - كنا ورقة.. لعب بنا الاخوان المسلمين وقياداته وقبضوا ثمن كل رأٍس من الولايات المتحدة الأمريكية، كانوا يحسبون على كل رأس مبلغاً.. إذا جرح هذا الشخص في افغانستان يتضاعف المبلغ.. إذا استشهد يتضاعف المبلغ أضعاف مضاعفة.. فنحن أحسسنا فعلاً أننا كنا ورقة.. شباب نزيه ومخلص لله مش لهم.. لم أكن مخلصاً لأي شخص كان.. وإنما مخلصاً لكتاب الله وسنة رسوله لا غير) أ.هـ

      8- ومن ذلك ما كتبه "مارك كيرتس" مؤلف كتاب: "الشؤون السرية"، والكتاب يتكون من (19) فصلا و(430) صفحة من القطع المتوسط عن دار نشر "سربنت تيل"، تحدث خلال هذه المقابلة عن العلاقات بين لندن و"الإخوان المسلمين" ذكر فيها أن بريطانيا بدأت تمويل جماعة "الإخوان المسلمين" سرا في عام 1942م، أي: في أيام حسن البنا.

      وذكرت صحيفة: "الشرق الأوسط" السبـت 20 شعبـان 1431 هـ 31 يوليو2010م العدد: (11568) شيئا من هذا حيث أجرت مقابلة مع "مارك كيرتس" مؤلف كتاب: "الشؤون السرية" تحدث خلال هذه المقابلة عن العلاقات بين لندن و"الإخوان المسلمين".

      سألته الصحيفة قائلة:

      (هل من وثائق تدعم الادعاء بأن التمويل البريطاني لجماعة "الإخوان المسلمين" في مصر بدأ في أربعينات القرن الماضي؛ وأنه خلال العقد التالي كانت بريطانيا متواطئة مع الجماعة لاغتيال عبد الناصر ؟

      فأجاب:

      (نعم، يوثّق الكتاب ملفات بريطانية سرية تم الكشف عنها، والتي تبين أن بريطانيا بدأت تمويل جماعة "الإخوان المسلمين" سرا في عام 1942 ميلادية.

      وقال تقرير بريطاني: (سيتم دفع الإعانات لجماعة "الإخوان المسلمين" سرا من جانب الحكومة (المصرية)، وسيطلبون بعض المساعدات المالية في هذا الشأن من السفارة (البريطانية).

      وستقوم الحكومة المصرية بالزج بعملاء موثوق بهم داخل جماعة "الإخوان المسلمين" للإبقاء على مراقبة وثيقة لأنشطتها، وهذا سيجعل ذلك السفارة البريطانية تحصل على المعلومات من هؤلاء العملاء.

      ومن جانبنا، سنجعل الحكومة مطلعة على هذه المعلومات التي تم الحصول عليها من مصادر بريطانية".

      وكان الهدف من هذا التمويل هو إحداث الانقسام داخل الإخوان، "مما يساعد على تفكيك (الإخوان)" عن طريق دعم فصيل منها ضد الآخر.

      وفي منتصف خمسينات القرن الماضي، يوثق الكتاب بعض المعاملات السرية بين البريطانيين و"الإخوان") أ.هـ

      9- وهناك كتاب آخر وهو "لعبة الشيطان" للكاتب الأمريكي "روبرت داريفوس"، ذكر فيه أن بريطانيا في أعقاب الحرب العالمية الأوليعقدت عدة صفقات مع أبرز رؤوس "الإخوان المسلمين" كحسن البنا وغيره.

      10- وكتب الكاتب / سامي الزبيدي في جريدة "الرأي" الأردنية ليوم الثلاثاء 6 فبراير 2007م، مقالا بعنوان "الأخوان وإيران" قال فيه:

      (منذ أول ثلاثينات القرن الماضي ارتسمت علامات الاستفهام حول علاقة سفارة بريطانيا العظمى بتأسيس "جماعة الأخوان" الذين كانوا يرغبون في أن يكونوا القائمة الرابعة في الكرسي المصري الذي لم يكن ليستقر متأرجحا بين ثلاث قوائم هي: القصر والوفد والسفارة البريطانية، فكان تأسيس "الإخوان" ضروريا ليستتب الأمر للبريطانيين في مواجهة الوفد والقصر في قاهرة المعز).

      11- وكتب سمير ريحان في جريدة "المصريون" بتاريخ 12/ 3 / 2008م قائلا: (اتهم "كين لفنجستون" عمدة لندن جماعة "الإخوان المسلمين" بتلقي تمويل مالي من جهاز المخابرات الخارجية البريطانية (MI6)، ودافع في ذات الوقت عن السماح للشيخ يوسف القرضاوي "رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بزيارة بريطانيا"، ووصف عمدة لندن جماعة "الإخوان" بأنها "مثلت تهديدا وخطرا حقيقيين لنظام الرئيس جمال عبد الناصر في حقبتي الخمسينات والستينات بما تلقته من تمويل مالي من المخابرات البريطانية) أ.هـ

      وهناك كتب أخرى ألفت في هذا الموضوع.

      وكنا سنقول: إن مؤلفيها إما هم من النصارى واليهود الكفار، أو من الكتاب الملفلفين غير المدققين، فلا يوثق بهم في شيء مما كتبوه عن "الإخوان المسلمين" لكن لا يمكن الاستهانة بما يأتي:

      أولا:

      كلام الشيخ العلامة أحمد شاكر رحمه الله، إذ كيف نستهين به والعلماء هم شهداء الله في الأرض، قد ارتضى الله شهادتهم على وحدانيته فكيف لا نرضاها فيما دون ذلك ؟! وقد تقدم كلام الشيخ العلامة أحمد شاكر.

      ثانيا: اعتراف سيد قطب وإقراره بذلك.

      ثالثا: كلام علي عشماوي ولاسيما وأنه كان منهم.

      رابعا: اعتراف جمال البنا شقيق حسن البنا وأحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين السابقين.

      وشهادة ثلاثة من الغربيين.

      فمثل هذه الشهادات والاعترافات لا يمكن لعاقل أن يهملها.


      اختراق الإخوان المسلمين:
      قال علي عشماوي في "التاريخ السري للإخوان المسلمين" (ص10):

      (وكان يعلم - أي: سيد قطب - أن القيادة النظام الخاص كانت مخترقة من الأجهزة الغربية الاستعمارية وتعمل لحسابها، وأن جميع الأعمال الكبرى التى يتفاخر بها الإخوان فى تاريخهم قد تم تفريغها من نتائجها، فمثلاً حرب فلسطين التى يفخر بها الإخوان باستمرار، فإنهم لم يدخلوا إلا معارك قليلة جداً فيها، ثم صدرت من الشيخ محمد فرغلى الأوامر بعدم الدخول فى معارك بحجة أن هناك مؤامرة لتصفية المجاهدين، ولكن هذا كان مبرره فى الأساس لحماية اليهود من إحدى القوى الخطيرة إذا استعملت، وتم تنفيذ الأوامر وظل الإخوان فى معسكرهم لا يحاربون إلى أن عادوا من فلسطين) أ.هـ

      وكرر مسألة أن الإخوان المسلمين مخترقون أكثر من مرة في رسالته المشار إليها.

      المصدر : مقتطفات مأخوذة من رسالة: "الإخوان المسلمون في ميزان الشريعة الإسلامية" - النسخة الجديدة - للشيخ الفاضل أبي عمار علي الحذيفي - حفظه الله - .
      

    نصير الدين الطوسي ودور الرافضة في قتل المعتصم واهل السنة

    نصير الدين الطوسي عالم فارسي، ورجل سياسة. له مؤلفاته بالعربية في علم الفلك والرياضيات والفلسفة والفقه. واسمه الكامل: أبو جعفر محمد بن محمد بن الحسن نصير الدين الطوسي، ولد في مدينة طوس، قرب نيسابور (فارس) في 16فبراير 1201م الموافق 11جمادى الأولى 597 هـ، ودرس على كمال الدين بن يونس الموصلي وعلى عبد المعين سالم بن بدران المعتزلي. وتوفي في بغداد 25 يونيو 1274م الموافق 18ذو الحجة 672هـ.
    نصير الدين الطوسي كان معاصرًا للوزير ابن العلقمي، وكان كلاهما شيعيًّا رافضيًّا خبيثًا، تعددت خياناته؛ فكانت ما بين إعانة على قتل أهل السنة وأخذ أموالهم والقضاء على تراثهم الفكري.
    أما خيانته في الإعانة على قتل أهل السنة فثابت مستفيض، قال ابن كثير رحمه الله: "الخواجا نصير الدين الطوسي وزر لأصحاب قلاع الألموت من الإسماعيلية، ثم وزر لهولاكو، وكان معه في واقعة بغداد"[1].
    وقال في موضوع آخر: "كان النصير وزيرًا لشمس الشموس ولأبيه قبله علاء الدين بن جلال الدين، وكانوا ينسبون إلى نزار بن المستنصر العبيدي، وانتخب هولاكو النصير ليكون في خدمته كالوزير المشير، فلما قدم هولاكو وتهيب من قتل الخليفة –أي في واقعة بغداد 656هـ- هون عليه الوزير الطوسي ذلك فقتلوه رفسًا، وهو في جوالق لئلا يقع على الأرض شيء من دمه وأشار الطوسي بقتل جماعة كبيرة –من سادات العلماء والقضاة والأكابر والرؤساء وأولي الحل والعقد– مع الخليفة فباء بآثامهم"[2].
    والشيعة يمتدحون ما فعله الطوسي من الخيانة، ويترحمون عليه ويرونه نصرًا حقيقيًّا للإسلام، فمثلاً:
    يقول علامتهم محمد باقر الموسى في روضات الجنات في ترجمة الطوسي (1/300، 301): "هو المحقق المتكلم الحكيم المتجبر الجليل.. ومن جملة أمره المشهور المعروف المنقول حكاية استيزاره للسلطان المحتشم في محروسة إيران هولاكو خان بن تولي جنكيز خان من عظماء سلاطين التتارية، وأتراك المغول ومجيئه في موكب السلطان مؤيد مع كمال الاستعداد إلى دار السلام بغداد؛ لإرشاد العباد وإصلاح البلاد، وقطع دابر سلسلة البغي والفساد، وإخماد دائرة الجور والإلباس بإبداد دائرة ملك بني العباس، وإيقاع القتل العام في أتباع أولئك الطغاة إلى أن سال من دمائهم الأقذار كأمثال الأنهار فانهار بها في ماء دجلة، ومنها إلى نار جهنم دار البوار، ومحل الأشقياء والأشرار"[3].
    فيا سبحان الله! الخيانة إرشاد للعباد وإصلاح للبلاد!!
    وصدق ربنا –عز وجل– فيما قاله في مثل هؤلاء الخونة المفسدين: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ} [البقرة:11-12].
    وقد امتدح الخميني نصير الدين الطوسي وبارك خيانته هذه واعتبرها نصرًا حقيقيًّا للإسلام، قال في كتابه الحكومة الإسلامية:
    "..وإذا كانت ظروف التقية تلزم أحدًا منا بالدخول في ركب السلاطين فهنا يجب الامتناع عن ذلك حتى لو أدى الامتناع إلى قتله إلا أن يكون في دخوله الشكلي نصر حقيقي للإسلام والمسلمين مثل دخول علي بن يقطين، ونصير الدين الطوسي رحمهما الله"[4].
    ويقول أيضًا عنه: "ويشعر الناس بالخسارة أيضًا بفقدان الخواجة نصير الدين الطوسي وأمثاله ممن قدموا خدمات جليلة للإسلام"[5].
    وهكذا عندما تنتكس الموازين تصبح خيانة الإسلام والمسلمين خدمات جليلة للإسلام والمسلمين!!.
    ألا لعنة الله على من لم يقيموا الوزن بالقسط وأخسروا الميزان.
    وتعدت خيانة الطوسي الخيانة في القتل إلى نوع خطير من الخيانة إنه خيانة الأمة الإسلامية في حضارتها، في تراثها وفكرها وثقافتها.
    فإن الطوسي نظرًا لأنه كان له معرفة بالعلوم وخصوصًا علم الكلام والفلسفة والمنطق.. فطن أن توجيه هذه الضربة القاصمة للأمة الإسلامية في تراثها الحضاري والفكري فسعى في إهلاك المؤلفات وإتلافها وسرقتها واستبقاء الفلاسفة والمنجمين.

    قال ابن كثير رحمه الله:

    "وفي سنة 657هـ[6]عمل الخواجة نصير الدين الطوسي الرصد بمدينة مراغة ونقل إليها شيئًا كثيرًا من كتب الأوقاف التي كانت ببغداد، وعمل دارًا للحكمة ورتب فيها الفلاسفة، ورتب لكل واحد في اليوم والليلة ثلاثة دراهم"[7].

    وقال ابن القيم رحمه الله:

    "ولما انتهت النوبة إلى نصير الشرك والكفر الملحد، وزير الملاحدة النصير الطوسي وزير هولاكو شفا نفسه من أتباع الرسول الكريم – وأهل دينه، فعرضهم على السيف، حتى شفا إخوانه من الملاحدة، واشتفى هو فقتل الخليفة والقضاة والفقهاء والمحدثين، واستبقى الفلاسفة والمنجمين والطبائعيين والسحرة، ونقل أوقاف المدارس والمساجد والربط إليهم، وجعلهم خاصته وأولياءه، ونصر في كتبه قدم العالم وبطلان المعاد وإنكار صفات الرب جل جلاله من علمه وقدرته وحياته وسمعه وبصره، وأنه لا داخل العالم ولا خارجه، وليس فوق العرش إله يعبد ألبته، واتخذ للملاحدة مدارس، ورام جعل إشارات إمام الملحدين ابن سينا مكان القرآن، فلم يقدر على ذلك، فقال هي قرآن الخواص، وذاك قرآن العوام، ورام تغيير الصلاة وجعلها صلاتين فلم يتم له الأمر وتعلم السحر في آخر الأمر، فكان ساحرًا يعبد الأصنام، وصارع محمد الشهرستاني ابن سينا في كتابه سماه المصارعة أبطل فيه قوله بقدم العالم وإنكار المعاد ونَفْي علم الرب تعالى وقدرته وخلقه للعالم، فقام له نصير الإلحاد وقعد، ونقضه بكتاب سماه مصارعة المصارعة.. وبالجملة فكان هذا الملحد هو وأتباعه من الملحدين الكافرين بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر"[8].

    وقال الشيخ محب الدين الخطيب:

    "النصير الطوسي جاء في طليعة موكب السفاح هولاكو، وأشرف معه على إباحة الذبح العام في رقاب المسلمين والمسلمات، أطفالاً وشيوخًا، ورضي بتغريق كتب العلم الإسلامية في دجلة، حتى بقيت مياهها تجري سوداء أيامًا وليالي من مداد الكتب المخطوطة التي ذهب بها نفائس التراث الإسلامي من تاريخ وأدب ولغة وشعر وحكمة، فضلاً عن العلوم الشرعية ومصنفات أئمة السلف من الرعيل الأول، التي كانت لا تزال موجودة بكثرة إلى ذلك الحين، وقد تلف مع ما تلف من أمثالها في تلك الكارثة الثقافية التي لم يسبق لها نظير"[9].

    [1] البداية والنهاية (13/267)، وانظر شذرات الذهب (5/340) ط دار الأوقاف – بيروت.
    [2] السابق (13/201) بتصرف.
    [3] حقيقة الشيعة (ص54).
    [4] الخميني : الحكومة الإسلامية (ص142) ط الرابعة.
    [5] السابق: (ص128).
    [6] أي بعد دخول التتار بغداد، وأصبح متصرفًا في البلاد.
    [7] البداية والنهاية ( 13/315).
    [8] ابن القيم: إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان (2/263) ط مصطفى البابي الحلبي القاهرة.
    [9] محب الدين الخطيب: الخطوط العريضة للأسس التي قام عليها دين الشيعة الاثنى عشرية (ص47،48) ط المركز الإسلامي للإعلام والنشر.

    ابن العلقمي ودوره الخياني

    هو أبو طالب محمد بن أحمد بن علي، مؤيَّد الدين الأسدي البغدادي الرافضي المعروف بابن العلقمي (593- 656هـ/ 1197- 1258م)، وقال عنه الزركلي: "وزير المستعصم العباسي، وصاحب الجريمة النكراء في ممالأة هولاكو على غزو بغداد، اشتغل في صباه بالأدب، ووثق به المستعصم فألقى إليه زمام أموره، وكان حازمًا خبيرًا بسياسة الملك، كاتبًا فصيح الإنشاء"[1].
    شغل منصب أستاذ الدار أو الأستاذ دارية عام 629هـ، وجُعل مكان ابن الناقد فيها[2]، ومنصب أستاذ الدار هو من المناصب الإدارية التي استحدثها العباسيون في منتصف القرن الرابع الهجري، وصاحبها مسئول عن رعاية دار الخلافة العباسية وصيانتها، وتوفير ما يلزم ساكنيها من أسرة الخليفة.
    وقد اكتسب منصب أستاذ الدار في مطلع القرن السادس الهجري أهمية كبيرة، حيث أخذ يبرز في صياغة الأحداث الداخلية، وأصبح من حاشية الخليفة التي لها القرار بتنصيب الخليفة أو عزله، وترشيح المقربين لتولي المناصب العليا[3].

    ابن العلقمي .. وزيرًا للخليفة

    بعد وفاة الخليفة العباسي المستنصر، تولى المستعصم خلافة المسلمين، وكان لينًا سهل الانقياد ضعيف التدبير، وفي ذلك يقول الذهبي رحمه الله: "وكان -أي المستعصم- فيه شح، وقلة معرفة، وعدم تدبير، وحب للمال، وإهمال للأمور، وكان يتكل على غيره، ويَقْدُم على ما لا يليق وعلى ما يُستقبح، وكان يلعب بالحمام، ويهمل أمر الإسلام"[4].
    وقد اختار للوزارة ابن العلقمي، وذلك سنة 642هـ، وقد أورد ابن كثير ذلك في كتابه قائلاً: "استوزر الخليفة المستعصم بالله مؤيد الدين أبا طالب محمد بن أحمد بن علي بن محمد العلقمي المشئوم على نفسه، وعلى أهل بغداد، الذي لم يعصم المستعصم في وزارته، فإنه لم يكن وزير صدق ولا مرضيّ الطريقة، فإنه هو الذي أعان على المسلمين في قضية هولاكو وجنوده، قبَّحه الله وإياهم"[5].
    وكان داهية استطاع أن يستغل صفات الضعف في الخليفة لينفث سمومه وينفذ مخططاته، يقول الذهبي: "فأقاموا المستعصم، ثم ركن إلى وزيره ابن العلقمي، فأهلك الحرث والنسل، وحسَّن له جمع الأموال، والاقتصار على بعض العساكر، وقطع الأكثر، فوافقه على ذلك... وابن العلقمي يلعب به كيف أراد، ولا يُطلِعه على الأخبار، وإذا جاءته نصيحة في السر أطلع عليها ابن العلقمي، ليقضي الله أمرًا كان مفعولاً"[6].

    ابن العلقمي وخطة إسقاط الخلافة

    وقد كرَّس ابن العلقمي حياته؛ للقضاء على الخلافة العباسية، ومحاربة أهل السُّنَّة أينما حلَّوا أو ارتحلوا، وقامت تلك الخطة على محاور ثلاث، استطاع ذلك الوزير الخائن من خلالها أن يسقط دعائم الخلافة العباسية؛ لتعيش الأمة وللمرة الأولى منذ أكثر من خمسة قرون من دون خليفة يسيِّر أمور تلك الحضارة العظيمة.
    وكانت المراحل الثلاث لخطته كما يلي:
    1- إضعاف الجيش الإسلامي:
    حيث قطع من أرزاق العسكر، وسعى في تقليل النفقات على الجهاد، وهذا ما يؤكده ابن كثير بقوله: "وكان الوزير ابن العلقمي يجتهد في صرف الجيوش، وإسقاط اسمهم من الديوان، فكانت العساكر في آخر أيام المستنصر قريبًا من مائة ألف مقاتل، فلم يزل يجتهد في تقليلهم، إلى أن لم يبق سوى عشرة آلاف"[7].
    2- مكاتبة التتار:
    وهذا هو الفصل الثاني والمرحلة الثانية من الخيانة العظمى، حيث كاتب ذلك الوزير التتار؛ ليعرض عليهم معونتهم في اقتحام بغداد وإسقاطها، وأمدَّهم بما يحتاجونه من المعلومات. ويحكي ابن كثير عن ذلك قائلاً: "ثم كاتب التتار، وأطمعهم في أخذ البلاد، وسهَّل عليهم ذلك، وحكى لهم حقيقة الحال، وكشف لهم ضعف الرجال"[8].
    3- النهي عن قتال التتار وتثبيط الخليفة والرعية:
    ثم ضم إلى العقد غير الفريد لخياناته حلقة ثالثة، حيث بدأ في تثبيط همة الخليفة في جهاد التتار، والتخذيل في جماعة المسلمين، ويؤكد شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- على هذه الحقيقة حين قال عن ابن العلقمي: "وكان وزير الخليفة ببغداد الذي يقال له ابن العلقمي منهم -أي من الرافضة- فلم يزل يمكر بالخليفة والمسلمين ويسعى في قطع أرزاق عسكر المسلمين وضعفهم، وينهى العامة عن قتالهم -أي التتار- ويكيد أنواعًا من الكيد"[9].
    ولم يكتفِ بالتأثير على العامة، بل راح يثبط من عزيمة الخليفة في جهاد التتار، ويقاوم كل من أشار عليه بالثبات في وجههم، وفي ذلك يحكي ابن كثير في كتابه البداية والنهاية قائلاً: "وأوهم -أي ابن العلقمي- الخليفة وحاشيته أن ملك التتار يريد مصالحتهم، وأشار على الخليفة بالخروج إليه، والمثول بين يديه لتقع المصالحة على أن يكون نصف خراج العراق لهم، ونصفه للخليفة، فخرج الخليفة إليه في سبعمائة راكب من القضاة والفقهاء والأمراء والأعيان"[10].
    وأشار على الخليفة بالخروج إلى هولاكو، قائلاً: "فليجب مولانا إلى هذا؛ فإن فيه حقن دماء المسلمين"[11].
    وتمَّ بهذه الحيلة قتل الخليفة ومن معه من قواد الأمة وطلائعها بدون أي جهد من التتار، "وقد أشار أولئك الملأ من الرافضة وغيرهم من المنافقين على هولاكو أن لا يصالح الخليفة، وقال الوزير ابن العلقمي: (متى وقع الصلح على المناصفة لا يستمر هذا إلا عامًا أو عامين، ثم يعود الأمر إلى ما كان عليه قبل ذلك)، وحسنُّوا له قتل الخليفة"[12].

    نتائج جريمته النكراء

    وبعد مقتل الخليفة اتجه فريق من أشقياء التتار لعمل إجرامي بشع، وهو تدمير مكتبة بغداد العظيمة، وهي أعظم مكتبة على وجه الأرض في ذلك الزمن، وهي الدار التي كانت تحوي عصارة فكر المسلمين في أكثر من ستمائة عام، وجمعت فيها كل العلوم والآداب والفنون.
    لقد ألقى التتار بمجهود القرون الماضية في نهر دجلة، "حتى تحول لون مياه نهر دجلة إلى اللون الأسود من أثر مداد الكتب، وحتى قيل: إن الفارس التتري كان يعبر فوق المجلدات الضخمة من ضفة إلى ضفة أخرى"[13].
    وبعد ذلك خرج الجيش التتري بكامله من بغداد؛ لكيلا يصاب بالطاعون نتيجة الجثث المنتشرة في كل مكان، ويكفي في التعبير عن بشاعة ذلك العدوان، ما قاله الواعظ محمد بن عبيد الله الكوفي وقد شاهد تلك المأساة:
    إن ترد عبرة فتلك بنو العبـ *** ـاس حلت عليهم الآفات
    استبيح الحريم إذ قتل الأحـ *** ـياء منهم وأحرق الأموات
    كما أصدر هولاكو قرارًا بأن يُعيَّن مؤيَّد الدين العَلْقمي الشيعي حاكمًا من قِبل التتار على بغداد، على أن توضع عليه -بلا شك- وصاية تترية، ولم يكن مؤيد الدين إلا صورة للحاكم فقط، وكانت القيادة الفعلية للتتار بكل تأكيد.

    وفاة ابن العلقمي

    ولم يتوقف منصبه الجديد عند حد كونه حاكمًا صوريًّا، بل إن الأمر تزايد بعد ذلك، ووصل إلى الإهانة المباشرة للحاكم الجديد مؤيد الدين العلقمي، ولم تكن الإهانة تأتي من قبل هولاكو، بل كانت تأتي من صغار الجند في جيش التتار؛ وذلك لتحطيم نفسيته، فلا يشعر بقوته، ويظل تابعًا للتتر.
    ويروي السبكي -رحمه الله- طرفًا من تلك الإهانات فيقول: "وأما الوزير -أي ابن العلقمي- فإنه لم يحصل على ما أمَّل وصار عندهم أخس من الذُّباب، وندم حيث لا ينفعه الندم، ويحكي أنه طُلِب منه يومًا شعير، فركب الفرس بنفسه ومضى ليُحصِّله لهم، وهذا يشتمه وهذا يأخذه بيده، وهذا يصفعه بعد أن كانت السلاطين تأتي فتُقبِّل عتبة داره، والعساكر تمشي في خدمته حيث سار من ليله ونهاره.
    وإذا بامرأة تراه من طاقٍ، فقالت له: (يا ابن العلقمي، هكذا كنت تركب في أيام أمير المؤمنين)! فخجل وسكت، وقد مات غَبنًا بعد أشهر يسيرة، ومضى إلى دار مقبره ووجد ما عمل حاضرًا"[14].
    ومات بعد شهور قليلة جدًّا من نفس السنة التي دخل فيها التتار بغداد، سنة 656هـ/ 1258م، ولم يستمتع بحكم ولا ملك ولا خيانة، وليكون عِبْرة بعد ذلك لكل خائن.
    المصدر: موقع لواء الشريعة.
    روابط ذات صلة:
    - خطر الشيعة
    - أصول الشيعة
    - العراق وأحفاد ابن العلقمي !!
    - خيانات الرافضة قديما وحديثا
    - سقوط بغداد ونهاية الخلافة العباسية
    - الدولة الصفوية في إيران .. التاريخ والمنهاج
    - خيانات الشيعة وأثرها في هزائم الأمة الإسلامية

    [1] الزركلي: الأعلام 4/248.
    [2] الذهبي: سير أعلام النبلاء 23/162.
    [3] بحث بعنوان (منصب أستاذ الدار في الخلافة العباسية ما بين 352-656هـ)، مجلة جامعة الملك خالد، المجلد الرابع، العدد السابع، (1427هـ)، د. محمد بن عبد الله القدحات.
    [4] الذهبي: تاريخ الإسلام 11/177.
    [5] ابن كثير: البداية والنهاية 13/192.
    [6] الذهبي: تاريخ الإسلام 11/177.
    [7] ابن كثير: البداية والنهاية 13/235.
    [8] المصدر السابق، نفس الصفحة.
    [9] ابن تيمية: منهاج السنة النبوية 5/155.
    [10] ابن كثير: البداية والنهاية 13/201.
    [11] السيوطي: تاريخ الخلفاء 1/403.
    [12] ابن كثير: البداية والنهاية 13/201.
    [13] د. مصطفى طه: محنة الإسلام الكبرى ص177، 178.
    [14] السبكي: طبقات الشافعية الكبرى 8/159.

    الأحد، 29 ديسمبر 2013

    سر الاكواد النووية وعلاقة مونيكا لوينكسي بذلك



    يُطلق على الأكواد الغاية في السرية، التي من المفترض أن تكون بشكل مستمـر في متناول رئيس الولايات المتحـدة الأمريكية وتُـتيح لـه استخـدام الأسلحة النـووية إن دعـت الضـرورة لـذلك، اسم البيسكويت، وتخضع للمسؤولية المباشرة لأحد معـاوني الرئيس، لكن هذا الكـود السري والخطير جدا اختفى مرة طيلة شهور عندما كان بيل كلـينتون هو سيد البيت الأبيض.
    يقول الجنرال المتقاعد هيو شيلتون في مذكراته التي نشرت تحت عنوان ‘بدون تردد أوديسيا محارب أمريكي’:« في وقت ما تحت إدارة الرئيس بيل كلينتون وإلى يومنا هذا، على حد علمي، لم يكتشف أحد بأن الأكواد السرية قد اختفت لمدة شهور » .
    مساعد الرئيس المكلف بالمحافظة على البيسكويت، وهو عبارة عن خريطة رقمية، فقده سنة 2000 كما يحكي الجنرال الذي كان آنذاك رئيسا لهيئة الأركان المشتركة، وعندما حل مسؤول في البانتغون عند مساعد الرئيس في أحد الأيام بالبيت الأبيض للتأكد من سلامة الأكواد السرية كإجراء روتيني يجرى كل شهر، رفض مساعد الرئيس تقديم العون للمسؤول وأكد له بأن الأكواد هي بحوزة الرئيس بيل كلينتون الذي يتواجد في اجتماع مستعجل، واستمرت هذه اللعبة من دون علم الرئيس، «وأنا متأكد من ذلك» يُضِيف الجنرال هيو شيلتون، حتى تم استبدال الكود القديم بكود جديد وهو ما كان يتم بشكل عادي ودوري كل أربعة شهور، وفي هذه اللحظة بالضبط تم اكتشاف بأن المسؤول عن البيسكويت لم تكن لديه أية فكرة عن مكان تواجد الأكواد القديمة، لأنها ببساطة كانت مفقودة منذ شهور، وأضاف الجنرال هيو شيلتون قائلا: «لم تكن بحوزة الرئيس في يوم من الأيام، لكن هذا الأخير يعتقد، وأنا واثق من ذلك، بأن الأكواد كانت بحوزة مساعده كما هو متوقع».

    هرع الجنرال هيو شيلتون بعد اكتشاف الكارثة إلى مكتب وزير الدولة في الدفاع وليام كوهين وخاطبه قائلا:«لن تصدق.......»، مباشرة بعد هذا الحادث الخطير تم تغيير جميع الإجراءات المعمول بها في تكتم شديد، مما أقبر القضية في مهدها ومنع افتضاحها على الصفحات الأولى للجرائد وظهورها للملأ، وهنالك كتاب آخر تم نشره قبل عدة سنوات لمؤلفه الكولونيل المتقاعد روبرت باترسون يروي عن حادثة مماثلة وقعت سنة 1998، وحدث ذلك بعد يوم فقط من الكشف عن الفضيحة الجنسية لبيل كلينتون مع 'المتدربة'.... بالبيت الأبيض مونيكا لوينسكي، الذي أكد فيه بأن بيل كلينتون نفسه وليس مساعده هو من أضاع البيسكويت، فللجمال والجنس سلطة وقيود أقوى من القوانين والأخلاق والضمير، حتى ولو أدى ذلك إلى نسف الكرة الأرضية بمن عليها لمجرد التمتع بلحظة لذة عابرة لدقائق معدودات، كان كلينتون فيها منهمكا في تجريب فعالية سلاحه النووي أيضا، فاسألوا العربان عن السر في ذلك النووي الذي يُفْقِدهم عقولهم فعندهم الخبر اليقين، إن الإنسان خُلق ضـعيـــفا


            المصدر 

    الأربعاء، 25 ديسمبر 2013

    تاريخ ظهور التتار

    ظهور التتار
    بداية ظهورلا التتار - من هم التتارظهرت دولة التتار في سنة 603 هـ تقريبًا، وكان ظهورها الأول في "منغوليا" في شمال الصين، وكان أول زعمائها هو "جنكيزخان".
    وجنكيزخان كلمة تعني: قاهر العالم، أو ملك ملوك العالم، أو القوي.. حسب الترجمات المختلفة للغة المنغولية.. واسمه الأصلي "تيموجين".. وكان قائدًا عسكريًّا شديد البأس وسفاكًا للدماء، وكانت له القدرة على تجميع الناس حوله.
    بدأ جنكيزخان في التوسع تدريجيًّا في المناطق المحيطة به، وسرعان ما اتسعت مملكته حتى بلغت حدودها من كوريا شرقًا إلى حدود الدولة الخوارزمية الإسلامية غربًا، ومن سهول سيبريا شمالًا إلى بحر الصين جنوبًا.. أي أنها كانت تضم من دول العالم حاليًا: (الصين ومنغوليا وفيتنام وكوريا وتايلاند وأجزاء من سيبيريا.. إلى جانب مملكة لاوس وميانمار ونيبال وبوتان)!!
    ويطلق اسم التتار -وكذلك المغول- على الأقوام الذين نشئوا في شمال الصين في صحراء "جوبي"، وإن كان التتار هم أصل القبائل بهذه المنطقة.. ومن التتار جاءت قبائل أخرى مثل قبيلة "المغول"، وقبائل "الترك" و"السلاجقة" وغيرها، وعندما سيطر "المغول" -الذين منهم جنكيزخان- على هذه المنطقة أطلق اسم "المغول" على هذه القبائل كلها.
    ديانة التتار
    كان للتتار ديانة عجيبة، هي خليط من أديان مختلفة.. فقد جمع جنكيزخان بعض الشرائع من الإسلام والبعض من المسيحية، والبعض من البوذية، وأضاف من عنده شرائع أخرى، وأخرج لهم في النهاية كتابًا جعله كالدستور للتتار وسمى هذا الكتاب بـ "الياسك" أو "الياسة" أو"الياسق".
    حروب التتار
    وكانت حروب التتار تتميز بأشياء خاصة جدًّا مثل:
    1- سرعة انتشار رهيبة.
    2- نظام محكم وترتيب عظيم.
    3- أعداد هائلة من البشر.
    4- تحمل ظروف قاسية.
    5- قيادة عسكرية بارعة.
    6- أنهم بلا قلب!! فكانت حروبهم حروب تخريب غير طبيعية.. فكان من السهل جدًّا أن ترى في تاريخهم أنهم دخلوا مدينة كذا أو كذا، فدمروا كل المدينة وقتلوا سكانها جميعًا.. لا يفرقون في ذلك بين رجل وامرأة، ولا بين رضيع وشاب، ولا بين صغير وشيخ، ولا بين ظالم ومظلوم، ولا بين مدني ومحارب!! إبادة جماعية رهيبة، وطبائع دموية لا تصل إليها أشد الحيوانات شراسة.
    وكما يقول الموفق عبد اللطيف في خبر التتار: "وكأن قصدهم إفناء النوع، وإبادة العالم، لا قصد الملك والمال".
    7- رفض قبول الآخر.. والرغبة في تطبيق مبدأ "القطب الواحد!".. فليس هناك طرح للتعامل مع دول أخرى محيطة.. والغريب أنهم كانوا يتظاهرون دائمًا بأنهم ما جاءوا إلا ليقيموا الدين، ولينشروا العدل، وليخلصوا البلاد من الظالمين!!
    8- أنهم لا عهد لهم.. فلا أيسر عندهم من نقض العهود وإخلاف المواثيق.. لا يرقبون في مؤمن إلًا ولا ذمة.. كانت هذه صفة أصيلة لازمة لهم، لم يتخلوا عنها في أي مرحلة من مراحل دولتهم منذ قيامها وإلى أن سقطت.
    هذه هي السمات التي اتصف بها جيش التتار، وهي صفات تتكرر كثيرًا في كل جيش لم يضع في حسبانه قوانين السماء وشريعة الله فالذي يملك القوة ويفتقر إلى الدين لابد أن تكون هذه صورته.. قد يتفاوتون في الجرائم والفظائع.. لكنهم في النهاية مجرمون.
    كانت حروب المرتدين قريبًا من هذا.. كذلك حروب الفرس.. وكذلك كانت حروب الرومان.. وكذلك كانت حروب الصليبيين في الشام ومصر.. وكذلك كانت حروب الصليبيين في الأندلس..
    ثم سار على طريقتهم بعد ذلك أتباعهم من المستعمرين الأسبان والبرتغال والإنجليز والفرنسيين والطليان واليهود، ثم الأمريكان!!
    قد يختلف الشكل الخارجي.. وقد تختلف الوجوه والأجسام.. ولكن القلوب واحدة.. حقد وضغينة وشحناء وبغضاء على كل ما هو مسلم، أو كل ما هو حضاري.
    وسبحان الله إذ يقول في حقهم جميعًا: {أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ} [الذاريات:53].
    قوى العالم
    إذن.. كملخص للقوى الموجودة على الساحة في أوائل القرن السابع الهجري نستطيع أن نقول: إنه كانت هناك ثلاث قوى رئيسية:
    قوة الأمة الإسلامية
    وهي قوة ذات تاريخ عظيم.. وأمجاد معروفة، لكنها تمر بفترة من فترات ضعفها.. وهذا الضعف - وإن كان شديدًا - إلا أنه لم يسقط هيبة الأمة تمامًا؛ لأن أعداءها كانوا يعلمون أن أسباب النصر وعوامل القوة مزروعة في داخل الأمة، وإنما تحتاج إلى من يستخرجها وينميها فقط.
    قوة الصليبيين
    وهم وإن كانوا أيضًا في حالة ضعف، وفي حالة تخلف علمي وحضاري شديد بالمقارنة بالأمة الإسلامية.. إلا أنهم قوة لا يستهان بها؛ لكثرة أعدادهم، وشدة حقدهم، وإصرارهم على استكمال المعركة مع المسلمين إلى النهاية.
    وصدق الله العظيم إذ يصفهم بقوله: {وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} [البقرة: 217].
    وكانت قوة الإسلام وقوة الصليبيين تمثلان معًا قوة العالم القديم في ذلك الوقت.
    قوة التتار
    وهي قوة همجية بشعة.. وهي قوة بلا تاريخ.. وبلا حضارة.. ظهرت فجأة.. وليس عندها مخزون ثقافي أو حضاري أو ديني يسمح لها بالتفوق على غيرها.. فكان لا بد لها من الاعتماد على القوة الهمجية والحرب البربرية لفرض سطوتها على من حولها..
    وكانت قوة التتار تمثل العالم الجديد في ذلك الوقت..
    سنة الله
    ومن سنة الله أن يحدث الصراع بين القوى المختلفة.. والتدافع بين الفرق المتعددة.. ومن سنة الله كذلك أن الأقوياء المفتقرين إلى الدين لا يقبلون بوجود الضعفاء إلى جوارهم.. ومن سنة الله أيضًا أن الباطل - مهما تعددت صوره – لا بد أن يجتمع لحرب الحق.. ومن سنة الله كذلك أن الحرب بين الحق والباطل لا بد أن تستمر إلى يوم القيامة.
    إذا وضعنا كل هذه السنن في أذهاننا، فإننا يجب أن نتوقع تعاونًا بين التتار والصليبيين - على اختلاف توجهاتهم وسياستهم ونظرياتهم - لحرب المسلمين.
    وهذا -سبحان الله- ما حدث بالضبط!
    أرسل الصليبيون وفدًا رفيع المستوى من أوربا إلى منغوليا (مسافة تزيد على اثني عشر ألف كيلو متر ذهابًا فقط!!) يحفزونهم على غزو بلاد المسلمين، وعلى إسقاط الخلافة العباسية، وعلى اقتحام "بغداد" دُرَّة العالم الإسلامي في ذلك الوقت.. وعظموا لهم جدًّا من شأن الخلافة الإسلامية، وذكروا لهم أنهم -أي الصليبيين- سيكونون عونًا لهم في بلاد المسلمين، وعينًا لهم هناك.. وبذلك تم إغراء التتار إغراءً كاملًا.
    وقد حدث ما توقعه الصليبيون.. سال لعاب التتار لأملاك الخلافة العباسية، وقرروا فعلًا غزو هذه البلاد الواسعة الغنية بثرواتها المليئة بالخيرات.. هذا مع عدم توافق التتار مع الصليبيين في أمور كثيرة..
    بل ستدور بينهم بعد ذلك حروب في أماكن متفرقة من العالم، ولكنهم إذا واجهوا أمة الإسلام، فإنهم يوحّدون صفوفهم لحرب الإسلام والمسلمين.. وهذا الكلام ليس غريبًا, بل هو من الطرق الثابتة لأهل الباطل في حربهم مع المسلمين.
    تعاون قبل ذلك اليهود مع المشركين لحرب الرسول مع الاختلاف الكبير في عقائد اليهود عن عقائد المشركين، بل تعاون الفرس مع الروم في حرب المسلمين مع شدة الكراهية بين الدولتين الكبيرتين فارس والروم، ومع الثارات القديمة، والخلافات المستمرة والحروب الطويلة.
    وتعاون الإنجليز مع اليهود لإسقاط الخلافة العثمانية، ولاحتلال فلسطين، وزرْع الصهاينة في داخل هذه الأرض المباركة، مع شدة العداء بين اليهود والنصارى.
    ويتعاون الروس مع الأمريكان الآن في القضاء على ما يسمونه الإرهاب الإسلامي، فتسهِّل روسيا لأمريكا حروبها في أفغانستان والعراق وفلسطين، على أن تسهِّل أمريكا لروسيا حربها في الشيشان، والضحية في الحالين من المسلمين.
    إذن.. اتحاد أهل الباطل في حربهم ضد المسلمين أمر متكرر، وسنّة ماضية.
    ولذلك، لا يستقيم أن يتعامل المسلمون بالمبدأ القائل: "عدو عدوي صديقي", بل لا بُدَّ أن يعرف المسلمون أعداءهم، ولا بد أن يعرفوا أيضًا أن عدو عدوهم قد يكون أيضًا عدوهم.. نعم قد تتم التحالفات بين المسلمين وبين بعض الأعداء لأجل معين ولهدف خاص.. ولكن ذلك يكون بلا تفريط في الدين، ولا تساهل في الحقوق، ويكون بحذر كاف، وإلى أجل معلوم.. لكن لا يصل الأمر أبدًا إلى الولاء والصداقة ونسيان الحقائق التي ذكرها الله واضحة في كتابه الكريم، حيث قال:
    {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة : 120].
    والمهم في كل ذلك أن التتار بدءوا يفكرون جديًّا في غزو بلاد المسلمين، وبدءوا يخططون لإسقاط الخلافة العباسية ودخول بغداد؛ عاصمة الخلافة الإسلامية.

    الأربعاء، 18 ديسمبر 2013

    حقيقة الماسونية









    إن الماسونية، بفكرها وأهدافها ورموزها، يهودية خالصة اعتمد مؤسسوها السرية، وبالغوا في ذلك كي يستطيعوا اصطياد الأتباع والمناصرين ممن في نفوسهم مرض، أو ممن أغوتهم بعض الأهواء، فوجدوا في ما تعدهم به هذه الجمعية محط آمالهم. والحقيقة أن من انتسب للماسونية، وعلّل نفسه بتحقيق النفع العام أو الخاص، حكايته مع الماسون ووعودهم كحكاية الظمآن الذي شاهد سراباً بقيعة فحسبه ماء.
    لقد أقر أكثر من ماسوني بالأصل اليهودي للماسونية، منهم أنطوان عاصي اللبناني الذي، في مناظرات على الشاشات الصغيرة، يدافع عن الماسونية. يقول أنطوان عاصي في كتابه: "الماسونية والأديان" ما يلي:
    "فماذا جرى ويجري للماسونية – اليهودية منذ غياب موسى وحيرام؟ يبدو أن العالم المسيحي الأوروبي لم يفهم الماسونية اليهودية، ولا اليهودية فهمت موسى في نياته البعيدة. فاليهودية ذاتها اختلفت في تفهُّم نبيها، ولكنها أبقت خصوماتها وراء ستار الرمزية الباطنية الماسونية.
    اليهودية الماسونية الكونية هي التي ولدت الماسونية المستحدثة، واليهودية الكونية وليدة موسى لا سجينته، وهي الماسونية بالذات، ويتمثل في هذا الاتجاه المستقبلي طموح الماسونية المعاصرة وتوقها الى التحرر من طوق الرموز التقليدية" (1).
    إن كل ماسوني هو وقف على الصهيونية، ويعدّ في جملة أدواتها، وهذه الحركة التي أسسها يهود على منطلقات وأسس نابعة من روحهم الشريرة المعادية للدين وللإنسانية كُشفت حقيقتها إلا على من وصفهم الله في القرآن الكريم بقوله تعالى:
    <<إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون>>.
    إذا عدنا الى موقف الكنيسة من هذه الحركة نجده، منذ بداية تأسيسها، موقفاً حاسماً وحازماً، وكان أول ما صدر، في هذه الصدد، منشور عن البابا أكليمندس الثاني عشر، في 27 نيسان سنة 1738م. فبعد اجتماع حضره الكرادلة للبحث في أمر الماسونية صدر عن الاجتماع ما يلي:
    "إن الأنباء العمومية قد أفادتنا أنه تألفت بعض الجمعيات السرية تحت اسم فرنماسون أو بنائين أحرار، وأسماء أخرى شبيهة. . . ومن خواصها أنها تضم اليها رجالاً من كل الأديان والشيع يتظاهرون خارجاً بالآداب الطبيعية، وهم يرتبطون بينهم بروابط الأسرار الغامضة على مقتضى ما سنّوه لهم من السنن، فتراهم يقسمون على التوارة وتحت طائلة أشد العقابات بأنهم يسكتون أبداً عن أعمال جمعيتهم. . .
    وإذا فكرنا في الأضرار الجسيمة، التي تنجم عن هذه الجمعيات السرية، رأينا منها ما يوجب القلق سواء كان لسلام الممالك، أو لخلاص النفوس، من ثم بعد أخذ رأي أخوتنا الكرادلة، وبعلمنا التام، وبقوة سلطتنا الرسولية حكمنا وقضينا بأن هذه الشركات والجماعات المعروفة باسم الفرنمسون، وبأي اسم كان مثله، يجب رذلها ونفيها. . . . والحالة هذه نحظّر، بحكم الطاعة المقدسة على كل المؤمنين، وعلى كل فرد من أفرادهم من أي مرتبة أو حالة.. . أن ينشئوا جمعيات ماسونية أو ينشروها، أو يساعدوها، أو يقبلوها في بيوتهم، أو يدخلوا فيها أو يحضروا حفلاتها، وذلك تحت طائلة الحرم" (1).
    وبعد ذلك توالت المناشير الصادرة عن الباباوات، والتي تذكر بالحرم الذي يحكم به على متّبع الماسونية. وقد جدّد هذا الحرم على التوالي: البابا بندكتوس الرابع عشر في 18 أيار 1751، ثم البابا بيوس السابع في 13 أيلول 1821، ثم البابا لاون الثاني عشر في 12 آذار 1826، ثم الباب غريغوريوس السادس عشر في 15 آب 1832، ثم البابا بيوس التاسع في 15 أيلول 1865، ثم البابا لاون الثالث عشر في 20 نيسان 1884.
    وما هذا الموقف من الماسونية إلا لأنها يهودية المنشأ والأهداف والهوى، ومعادية للدين والقيم، ولذا فإنها لا ولن تتوافق مع المسيحية. وإنه من المعلوم أنه:
    "ما دامت الأرثوذكسية على دين المسيح، والماسونية على دين زعمائها، فلا وجه للتفاهم بينهما على الإطلاق.. . فما دامت هذه الكنيسة على تعاليم الإنجيل، لا نرى وجهاً للاتفاق بينها وبين الشيعة الماسونية، لأننا نعلم أنالماسونية هذه قد أفسدت الإنجيل، بل تطاولت على السيد المسيح نفسه، بل أنكرت كل سلطة رومية وكل دين. . . " (1).
    لم يتغيّر موقف الكنيسة من الماسونية وإن بعض المسيحيين اليوم يجاهر بانتمائه للماسونية ويحضر احتفالاتها ونشاطاتها ويعمل في ملحقاتها كالروتاري والليونز وغيرهما، ولذلك فالمطلوب من الجميع أن يراجعوا أنفسهم، ويعيدوا النظر في انتمائهم لهذه الحركات والأندية المفسدة لكل دين وأخلاق ومجتمع.
    لقد عادت الكنيسة وأكدت وأوضحت مجدداً:
    "موقفها بتاريخ 26 تشرين الثاني (نوفمبر) 1983 بصورة قاطعة. وقد جاء في النص الصادر في روما عن مجمع الإيمان المقدس، والموقّع من مديره الكاردينال راتزنجر، وأمين سره المونسنيور جيروم هامر والمنشور في جريدة "الأسر فاتوري رومانو".
    تساءل بعضهم إذا كان رأي الكنيسة قد تغيّر حيال الماسونية بسبب عدم الإتيان على ذكرها صراحة في قانون الحق الكنيسي الجديد كما كان الأمر في القديم.
    إن المجمع المقدس مكلف بالإجابة عن ذلك بأن هذا الأمر ناجم عن اعتماد مقياس موحّد لصياغة ذلك القانون يشمل جمعيات أخرى جرى إفالها نظراً للمجيء على ذكرها في فصول شاملة.
    إن قرار الكنيسة السلبي، حيال الماسونية، لم يتغير لأنها ما تزال تعتبر أن مبادئ الماسونية لا تتوافق مع عقيدتها، ولذلك تحرم الكنيسة الانخراط فيها . والكاثوليكيون المنتمون اليها هم بحالة الخطيئة المميتة ويتعذر عليهم تناول القربان المقدس.
    وليس للسلطات الكنسية المحلية الحق في إصدار أية أحكام حول طبيعة الجمعيات الماسونية تتناقض مع ما سبق ذكره أو تخالف روح إعلان 17 شباط (فبراير) 1981 الصادر عن هذا المجمع المقدس.
    إن الحبر الأعظم يوحنا بولس الثاني، في لقائه مع الكاردينال المدير، قد وافق على مضمون هذا الإعلان الصادر عن المجمع المقدس وأمر بنشره.
    صدر في روما عن مجمع الإيمان المقدس بتاريخ 26 تشرين الثاني (نوفمبر) 1986" (1).
    إذن، موقف الكنيسة من الماسونية لم يتبدل، وما زال سلبياً، ويجب ألا يتبدل انطلاقاً من فهم فكر الماسونية ورموزها وأهدافها اليهودية. والموقف الإسلامي من الماسونية هو نفسه، ومن المواقف الإسلامية التي تقطع بتحريم الدخول في الماسونية، ذلك الرد الذي صاغه رشيد رضا صاحب "المنار" عندما استفتاه أحد أدباء تونس، وكانت إجابته بما يلي:
    "أعلم بالإجمال أن الجمعية الماسونية قد أسّست لأجل هدم الحكومة الدينية البابوية أولاً وبالذات، ثم هدم كل حكومة دينية، وإقامة حكومة لا دينية مقامها وحيثما تمّ لهم ذلك. فإن الجمعية تكون رابطة أدبية وصلة تعارف وتعاون بين أهلها المؤلفين من أهل الملل المختلفة وأكثرهم لا يعرف منها الآن أكثر من ذلك.
    والواضعون لأساسها الأول هم اليهود، وغرضهم الأساسي منها إعادة ملك سليمان الديني الى شعبهم في القدس، وإعادة هيكله الى ما وضع له، وهو المسجد الأقصى، فأعظم كيد لهم وجد في الأرض أنهم هدموا الحكومات المسيحية الدينية من أوروبة غربيها فشرقيها والحكومة الإسلامية التركية. . . وبعد هذا كله ظهرت جمعيتهم الصهيونية تستغل خدمتهم للإنكليز في الحرب بالتوسّل بها الى إقامة حكومة دينية يهودية في فلسطين" (1).
    إذا كان السيد رشيد رضا قد ألمح الى أن الماسونية أداة يهودية لتنفيذ مشروع إقامة دولة إسرائيل في فلسطين، فإن الحكم نفسه بيهودية الماسونية قد قال به غيره من المسلمين الذين أدلوا بدلوهم في هذا الأمر. ففي سنة 1964 أصدر المفتي العام في الأردن فتوى جاء فيها:
    "إن الذي يغلب على الظن أن الماسونية من بدع اليهود. . . ومن الدليل على أن هذه الجمعية من بدع اليهود ما فيها من شارات يهودية كمثل نجمة سليمان، وأن اليهود هم الذين يقومون بها ويتولونها ويروّجونها.
    وإن مما يريب في هذه الماسونية شدة كتمان مبادئها وإخفاء مذاهبها ومداخلها ومخارجها حتى لا يظهر دعاتها من أمرها إلا ما يكون بمنزلة الطعم الذي يكون في الفخ للصيد، وهو أنها دعوة إنسانية وفيها للداخل نفع كبير. . . والذي نفتي به من مبادئ هذه الجمعية ما نقطع به وهو تقديم الأخوة الماسونية على الدين، وهذا عند التأمل كفر. . . وإن مبدأ الماسونية هذا الذي يقوم على تقديم الأخوة الماسونية يضمن الموالاة للأخوان اليهود" (1).
    وفي الجمهورية العربية السورية، وبعد دراسة أحوال الماسونية ومتفرعاتها صدر الحكم التالي بتاريخ 9 آب 1965، والذي أذاعته دمشق في اليوم نفسه بعد نشره في الجريدة الرسمية، وينص على ما يلي:
    "أُلغيت الجمعية الماسونية والمحافل التابعة لها وأندية الروتاري الدولي في سوريا، ومنعت من القيام بأي نشاط في جميع أنحاء الجمهورية السورية بموجب أمرين عرفيين نشرا في الجريدة الرسمية اليوم.
    وأنذر الأمران الأعضاء المنتسبين الى الجمعية الماسونية أو أندية الروتاري بتقديمهم للمحاكمة، أمام المحاكم العسكرية المختصة، بتهمة الانتساب الى جمعية سرية ذات طابع دولي إذا هم قاموا بأي نشاط في سوريا. ويقضي الأمران العرفيان بأن تختم مكاتب الجمعية الماسونية وأندية الروتاري في سوريا، بالشمع الأحمر" (1).
    وكان سبق ذلك أيضاً حظر الجمعية الماسونية والانتساب اليها في جمهورية مصر العربية، في العام 1964.
    ففي حزيران / يونيو من العام 1964 صدر قرار رسمي بإغلاق وحلّ المحافل الماسونية في جميع أراضي الجمهورية العربية المتحدة، وقد تم وضع المحفل الماسوني بشارع طوسون تحت الحراسة، وقام الأستاذ محمد علي عوضن نائب الحارس العام بجرد محتوياته، وتبين من عمليات الإشراف والجرد، أن المحفل يدار طبقاً للقانون الماسوني الإنكليزي، ويعمل أعضاؤه وفقاً لأحكام هذا القانون، وأن إدارة المحفل هرّبت الى لندن جميع المستندات والسجلات منذ عام 1952، ويبدو أن هناك علاقة جيدة بإسرائيل، إذ لوحظ أن جميع أدوات المحفل تحمل النجمة الإسرائيلية، كما ضبطت أعلام تمثل شعارات أسباط بني إسرائيل الاثني عشر، وجميع ما بالدار، من لوحات وأعلام وأثاث ومطبوعات ونشرات، تتسم بالطابع الإنكليزي والإسرائيلي، ولذا فإن أمن الدولة وسلامتها اقتضيا حل المحافل الماسونية ومصادرتها.
    والمحافل التي تم حلها بناءً لقرار وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور حكمت أبو زيد في 16 نيسان / أبريل 1964، يوم كان جمال عبد الناصر رئيساً لمصر، هي:



    أ‌- المحفل الماسوني اليوناني.
    ب‌- محفل خوفو بالقاهرة.
    ت‌- المحفل الأكبر الوطني لوادي النيل بالإسكندرية وفروعه بالإسماعيلية، وهي:
    - محفل إسماعيل - محفل زيتون - محفل المساواة
    ث‌- جمعية الشرق الأكبر المصري وفروعها في بور سعيد والقاهرة والإسماعيلية وهي:
    - محفل التوفيق - محفل القومية - محفل سولون - محفل جاريبالدي - محفل فينكس - محفل جلوت - محفل لايركبيون - مقام إيزيس - محفل التحرير - محفل الوحدة - محفل أوزوريس - مقام جلوت - محفل فتراتيوس - محفل إسماعيل - مقام سولون - محفل هارميس - محفل لايرنيكسون - محفل إيزيس نظراً لهذا الحجم من المحافل، ولما كان عليه الواقع السياسي العرب يحيث النظام العربي كان جد متأثراً بما يصدر من قبل الرئيس جمال عبد الناصر، فإن هذا القرار هزّ أركان الماسون عربياً وعالمياً، وأفقد العدو الإسرائيلي أداةً كان يوظفها في خدمته، ويفسر لنا هذا الأمر هذا البروز للماسون بعد أن بدأت تطرح مشاريع التطبيع وتفتح مكاتب للعلاقات مع العدو.
    وفتاوى من الأزهر الشريف جاءت تؤكد في أكثر من مناسبة يهودية الماسونية. ففي برنامج إذاعي بإذاعة القرآن الكريم في القاهرة، صباح الأربعاء 5 ربيع الأول 1405 هـ الموافق فيه 28 تشرين الثاني 1984، في برنامج عنوانه "بين السائل والفقيه"، قال عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، الشيخ عطية صقر، عن الماسونية ما يلي:
    "يزعم هؤلاء أنهم يبنون المجتمع وفق نظام هندسي دقيق، وأنهم يذيبون النعرات القومية، والعصبيات الجنسية، والدينية. . . والحقيقة أن شعاراتهم البرّاقة خدعت الكثيرين من ذوي العقائد الضعيفة أو المطامع القوية.
    هذه المحافل ما هي إلا جهاز يهودي بأشخاص مسلمين يعملون للتمكين لإسرائيل، وإزاحة العوائق أمام وجودها في قلب الأوطان الإسلامية بصورة أو بأخرى، تحثّ الأمم على نسيان عقائدها التي اعتنقتها ليسهل عليها أن تجعل من شعاراتها البراقة الكاذبة طريقاً الى ميلاد إسرائيل.
    ولذلك فأنا أؤكد، أن المسلم لا يمكن أن يكون ماسونياً، لأن الارتباط بالماسونية انسلاخ تدريجي عن شعائر دينه، ينتهي بصاحبه الى الارتداد التام عن دين الله. تلك هي الماسونية التي تزعم أنها فوق الأديان وفوق الأجناس، وهي في الحقيقة خدمة مجانية عامة لتدعيم السلطان الصهيوني الدولي في شرقنا الإسلامي" (1). وعندما كثرت الضجة حول الماسونية وأندية الروتاري والليونز، كان أن أصدرت لجنة الفتوى في الأزهر الشريف، يوم الأربعاء 25 شعبان 1405 هـ الموافق فيه 15 أيار / مايو 1985م الفتوى التالية، وهذا نصها:
    "بيان للمسلمين من لجنة الفتوى بالأزهر الشريف بشأن الماسونية والأندية التابعة لها مثل الروتاري والليونز.
    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
    وبعد.
    فإن الإسلام والمسلمين يحاربهم الأعداء العديدون بكل الأسلحة المادية والأدبية، يريدون بذلك الكيد للإسلام والمسلمين، ولكن الله ناصرهم ومعزُّهم.
    قال تعالى: <<إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد>> [غافر: 51]
    ومن بين هذه الوسائل التي يحاربون بها الإسلام، وسيلة الأندية التي ينشئونها باسم "الإخاء والإنسانية" ولهم غاياتهم وأهدافهم الخفية وراء ذلك.
    وإن من بين هذه الأندية الماسونية والمؤسسات التابعة لها مثل الليونز والروتاري، وهم من أخطر المنظمات الهدامة التي يسيطر عليها يهود والصهيونية، يبتغون بذلك السيطرة على العالم عن طريق القضاء على الأديان وإشاعة الفوضى الأخلاقية، وتسخير أبناء البلاد للتجسس على أوطانهم باسم الإنسانية. ولذلك، يحرم على المسلمين أن ينتسبوا لأندية هذا شأنها، وواجب المسلم ألا يكون إمّعة وراء كل داع وناد، بل واجبه أن يمتثل لأمر الرسول حيث يقول: (لا يكن أحدكم إمّعة: أنا مع الناس، ولكن وطِّنوا أنفسكم، إن أحسن الناس تحسنوا، وإن أساؤوا أن تجتنبوا إساءتهم).
    وواجب المسلم أن يكون يقظاً حتى لا يُغرّر به، فللمسلمين، أنديتهم الخاصة بهم، والتي لها مقاصدها وغايتها العلنية، فليس في الإسلام ما نخشاه ولا ما نخفيه، والله أعلم".
    وقد وقّع الفتوى رئيس لجنة الفتو بالأزهر، يومها، الشيخ عبدالله المشد، وعمّمها مفتي مصر، يومها، الشيخ عبداللطيف حمزة.
    وكان للمجمع الفقهي بمكة المكرمة موقف يحظر الماسونية ومتفرعاتها، مع التأكيد على أنها من أدوات العدو الإسرائيلي. وقد صدر قرار المجمع الفقهي في 10 شعبان 1398 هـ الموافق فيه 15 تموز / يوليو 1978م؛ وفي نص القرار المنشور ما يلي:
    "وقد تبين للمجمع بصورة لا تقبل الريب، من مجموع ما أطّلع عليه من كتابات ونصوص، ما يلي:
    1- إن الماسونية منظمة سرية تخفي تنظيمها تارة وتعلنه تارة بحسب ظروف الزمان والمكان، ولكن مبادئها الحقيقية التي تقوم عليها هي سرية في جميع الأحوال محجوب علمها حتى على أعضائها إلا خواص الخواص الذين يصلون بالتجارب العديدة الى مراتب عليا فيها. 2- إنها تبني صلة أعضائها بعضهم ببعض، في جميع بقاع الأرض، على أساس ظاهري للتمويه على المغفلين، وهو الإخاء الإنساني المزعوم بين جميع الداخلين في تنظيمها دون تمييز بين مختلف العقائد والنحل والمذاهب.
    3- إنها تجذب الأشخاص اليها ممن يهمها ضمهم الى تنظيمها بطريق الإغراء بالمنفعة الشخصية على أساس أن كل أخ ماسوني مجنّد في عون كل أخ ماسوني آخر، في أي بقعة من بقاع الأرض، يعينه في حاجاته وأهدافها ومشكلاته، ويؤيده في الأهداف إذا كان من ذوي الطموح السياسي، ويعينه إذا وقع في مأزق من المآزق أياً كان، على أساس معاونته في الحق والباطل ظالماً أو مظلوماً، وإن كانت تستر ذلك ظاهرياً بأنها تعينه على الحق لا الباطل، وهذا أعظم إغراء تصطاد به الناس من مختلف المراكز الاجتماعية، وتأخذ منهم اشتراكات مالية ذات بال.
    4- إن الدخول فيها يقوم على أساس احتفال بانتساب عضو جديد تحت مراسم وأشكال رمزية إرهابية لإرهاب العضو إذا خالف تعليماتها، والأوامر التي تصدر اليه بطريق التسلسل في الرتبة.
    5- إن الأعضاء المغفلين يُتركون أحراراً في ممارسة عباداتهم الدينية، وتستفيد من توجيههم وتكليفهم في الحدود التي يصلحون لها ويبقون في مراتب دنيا. أما الملاحدة أو المستعدون للإلحاد فترتقي مراتبهم تدريجياً في ضوء التجارب والامتحانات المتكررة للعضو، على حسب استعدادهم لخدمة مخططاتها ومبادئها الخطيرة.
    6- إنها ذات أهداف سياسية، ولها في معظم الانقلابات السياسية والعسكرية والتغيرات الخطيرة ضلع وأصابع ظاهرة أو خفية.
    7- إنها، في أصلها وأساس تنظيمها، يهودية الجذور ويهودية الإدارة العالمية السرية وصهيونية النشاط.
    8- إنها، في أهدافها الحقيقية السرية، ضد الأديان جميعاً لتهديمها بصورة عامة، وتهديم الإسلام في نفوس أبنائه بصورة خاصة.
    9- إنها تحرص على اختيار المنتسبين اليها من ذوي المكانة المالية والسياسية أو الاجتماعية أو العلمية، أو أية مكانة يمكن أن تستغل نفوذاً لأصحابها في مجتمعاتهم، ولا يهمها انتساب من ليس لهم مكانة يمكن استغلالها، ولذلك تحرص كل الحرص على ضم الملوك والرؤساء والوزراء وكبار موظفي الدولة ونحوهم.
    10- إنها ذات فروع تأخذ أسماء أخرى، تمويهاً وتحويلاً للأنظار، لكي تستطيع ممارسة نشاطاتها تحت مختلف الأسماء إذا لقيت مقاومة لاسم الماسونية في محيط ما، وتلك الفروع المستورة بأسماء مختلفة من أبرزها منظمة الأسود والروتاري والليونز، الى غير ذلك من المبادئ والنشاطات الخبيثة التي تتنافى تنافياً كلياً مع قواعد الإسلام وتناقضه مناقضة كلية.
    وقد تبين للمجمع، بصورة واضحة، العلاقة الوثيقة للماسونية باليهودية الصهيونية العالمية، وبذلك استطاعت أن تسيطر على نشاطات كثير من المسؤولين في البلاد العربية وغيرها في موضوع قضية فلسطين، وتحول بينهم وبين كثير من واجباتهم في هذه القضية المصيرية العظمى لمصلحة يهود والصهيونية العالمية.
    لذلك، ولكثير من المعلومات الأخرى التفصيلية عن نشاط الماسونية وخطورتها العظمى وتلبيساتها الخبيثة وأهدافها الماكرة، يقرر المجمع الفقهي اعتبار الماسونية من أخطر المنظمات الهدامة على الإسلام والمسلمين، وأن من ينتسب اليها، على علم بحقيقتها وأهدافها، فهو كافر بالإسلام مجانب لأهله.
    والله ولي التوفيق".
    وقد وقّع هذا القرار العلماء السادة، مع حفظ الألقاب والمقامات والاحترام لمن هو منهم على قيد الحياة ورجاء الرحمة لمن بات في ذمة الله، وهم: عبدالله بن حميد – محمد علي الحركان – عبدا لعزيز بن باز – محمد بن عبدالله السبيّل – مصطفى الزرقاء – محمد رشيدي – محمد محمود الصواف – صالح بن عثيمين – محمد رشيد قباني – أبو بكر جومي – عبدالقدوس الهاشمي الندوي.
    ولقد أدرج موضوع الماسونية، وعلاقتها بالصهيونية، في أبحاث المكاتب الإقليمية العربية لمقاطعة إسرائيل، ولقد رفع ضباط اتصال هذه المكاتب، خلال مؤتمرهم الحادي والأربعين المنعقد سنة 1979م، توصية رقم (4) تنص على ما يلي:
    (أ‌) إن لهذه الحركة علاقة وثيقة بإسرائيل والصهيونية العالمية ومؤسسوها من الصهاينة المعروفين، وهذه العلاقة ثابتة منذ التقاء مؤسسي هذه الحركة مع حكماء صهيون في المؤتمر الصهيوني بمدينة بال السويسرية برئاسة تيودور هرتزل سنة 1897، الذي انبثقت منه خطة إنشاء دولة إسرائيل.
    (ب‌) إن اسم الحركة الماسونية – البناؤون – يشير الى محاولة بناء هيكل سليمان وهو هدف الصهيونية العالمية.
    (ت‌) إن المحافل الماسونية، في جميع أنحاء العالم، تضع على واجهاتها، في غالبية مراكزها، نجمة داود، وهي شعار إسرائيل. كما أن اللون الأزرق، الذي تطلى به المحافل هو لون علم إسرائيل. والمطرقة والفرجار وآلات النجارة والبناء، التي تستعملها هذه المحافل في شعاراتها، هي رمز هرم هيكل سليمان، والعمل على إعادة بنائه" (1).
    حول هذه التوصية جاء عن مكاتب مقاطعة إسرائيل ما يلي:
    "بعد مداولة الأمر .. . والرجوع الى أحكام قانون ومبادئ المقاطعة المقررة، وقرار مجلس جامعة الدول العربية رقم 2309، المتخذ في دورة انعقاده السابع والأربعين بشأن ذوي الميول الصهيونية، أوصى المؤتمر بما يلي:
    أولاً: اعتبار الحركة الماسونية حركة صهيونية لأنها تعمل بإيحاء منها لتدعيم أباطيل الصهيونية وأهدافها، كما أنها تساعد على تدفق الأموال على إسرائيل من أعضائها، الأمر الذي يدعم اقتصادها ومجهودها الحربي ضد الدول العربية.
    ثانياً:حظر إقامة مراكز أو محافل لنشاط الحركة الماسونية في الدول العربية، وإغلاق أي أماكن لها، تكون قائمة في تلك الدول" (2).
    بعد هذا الاستعراض للأحكام الصادرة بحق الماسونية، وبعد الاطلاع من خلال ما أوردناه عن نظمها ومواقفها من الدين والإنسانية، ومواقفها وخططها السياسية، وبعد الوقوف على حقيقة تلك الصلة بينها وبين يهود الذين يتخذونها مطية لأهدافهم، وبعد الاطلاع على أساليبها الخبيثة في نشر الفساد نقول:
    إن الماسونية حركة يهودية المنشأ والأهداف، وهي خادم لمصالح الصهاينة رغم اختلاف محافلها، وتعدد أسمائها، لذلك تكون محاربتها واجباً شرعياً تمليه الضرورات الدينية والإنسانية والقومية والوطنية، وكذلك محاربة المنتسبين اليها أو الى أحد أفرعها وملحقاتها، فكل مفسد في الأرض ظهير لأعداء الله – يهود – جاء فيه حكم الله تعالى الواجب تطبيقه وهو في الآية الكريمة:
    <<إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلّبوا أو تقطّع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفقوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم>> (1).
    (1) عاصي، أنطوان: الماسونية والأديان، ج 3، بيروت، منشورات مؤسسة عاصي، عام 1991م، ص 6.
    (1) مجلة المشرق (بيروت)، السنة 13، العدد 11، تشرين الثاني 1910، ص 852، 853.
    (1) مجلة المسرة (بيروت)، السنة 12، ج 8، تشرين الأول سنة 1926، ص 469.
    (1) الماسونية بين الانحراف والأصولية، م. س.، ص 68، 69.
    (1) مجلة المشرق (بيروت)، السنة 26، العدد 11، تشرين الثاني 1928، ص 858، 859.
    (1) في الوردي، د. علي، لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث، ج 3، بغداد، مطبعة الشعب، سنة 1972، ص 383.
    (1) في: عبدالله، أبو إسلام أحمد، الماسونية في المنطقة 245، القاهرة، دار الزهراء للإعلام العربي، ط 1، سنة 1406 هـ – 1986م، ص 160.
    (1) في: عبدالله، أبو إسلام أحمد، م. س.، ص 172، 173.
    (1) في: جريدة البعث (سوريا)، العدد 5152، 12/12،1979.
    (2) جريدة البعث (سوريا)، العدد 5152، 12/12،1979.
    (1) سورة المائدة: الآية 33.

    الشيشان القضية المنسية !!

    بدأ انتشار الإسلام بين الشيشان في القرن الثامن الميلادي في عهد الأمويين ولكنه كان انتشاراً بطيئاً حتى القرن السادس عشر الميلادي. وقد انتشر الإسلام بجهود الحركات الصوفية، وكانت في الشيشان ذات صيغة سياسية وعرفت بالمريدية وارتبطت بالمقاومة ضد الروس في القرن الثامن عشر الميلادي.





    من هم الشيشان:

    الشيشان هم شعب ينتمي إلى ما تسمى حاليا بجمهورية الشيشان التي تقع في القوقاز، والقوقاز هي المنطقة التي يحدها من الشرق بحر قزوين، ومن الغرب البحر الأسود، ومن الشمال روسيا ومن الجنوب تركيا وإيران، وتنقسم منطقة القوقاز بسبب الجبال الممتدة من الجنوب الشرقي إلى الشمال الغربي إلى منطقتين: القوقاز الجنوبي والذي يحوي الجمهوريات المستقلة عن الاتحاد السوفييتي (جورجيا، أرمينيا وأزربيجان )، أما القوقاز الشمالي فلا يزال تحت الحكم الروسي المباشر، ويحوي جمهوريات تسمي بجمهوريات حكم ذاتي، مثل جمهورية الشيشان والداغستان وأديغه.

    والشعب الشيشاني شعب مسلم محب لدينه، ويعرف عنه قوته وجلادة صبره وصلابته وروحه الوطنية والقومية العالية, والتي لا تعرف الانهزام والانكسار والاستسلام, فهو شعب التحديات من قبل عهد ستالين وحتى أيام الرئيس الروسي الحالي.

    جمهورية الشيشان

    تقع جمهورية الشيشان على أرض مساحتها 11.300 كم مربع في منطقة محصورة بين بحر قزوين والبحر الأسود، وتحدها من الشمال روسيا الاتحادية، ومن الشرق جمهورية داغستان ذات الحكم المحلي ضمن روسيا، ومن الغرب أنغوشيا (حكم ذاتي ضمن روسيا)، ومن الجنوب جمهورية جورجيا التي استقلت بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.

    أصل التسمية:

    (الشيشان) هو الاسم المعرب للاسم الذي استخدمه الروس وبقية الشعوب لجمهورية الشيشان(Chechen)، وهذا الاسم نسبة إلى قرية صغيرة تقع قرب غروزني تسمى (تشتشن) وهي المنطقة التي حدث فيها أول قتال ما بين القوات الروسية الغازية والمدافعين الشيشان، وكان الروس هم أول من استعمل هذا الاسم وكان ذلك في بداية القرن الثامن عشر.

    والشيشان يسمون أنفسهم بـ ( ويناخ )، وويناخ كلمة تعني في اللغة الشيشانية شعبنا (وي _ نحن ، ناخ _ شعب )، ولكن يوجد هناك من يقول بأن ( ناخ ) هو أصل الشيشان، وناخ كلمة محورة من اسم نوح (أي سيدنا النبي نوح) الذي استقرت سفينته بعد الطوفان على جبل أرارات في شمال تركيا، ثم تفرعت من سيدنا نوح شعوب مختلفة انساحت معظمها إلى مناطق أخرى مثل السومريون الذي سكنوا بلاد ما بين النهرين، ومنهم شعوب تأصلت في المنطقة ، وتفرعت منها شعوب مختلفة مثل الشيشان والشركس والداغستان.

    كيف دخل الإسلام إلى الشيشان:

    بدأ انتشار الإسلام بين الشيشان في القرن الثامن الميلادي في عهد الأمويين ولكنه كان انتشاراً بطيئاً حتى القرن السادس عشر الميلادي. وقد انتشر الإسلام بجهود الحركات الصوفية، وكانت في الشيشان ذات صيغة سياسية وعرفت بالمريدية وارتبطت بالمقاومة ضد الروس في القرن الثامن عشر الميلادي.

    ومن الأشياء التي ساعدت على نشر الإسلام، وتعميق أبعاده في بلاد الشيشان والإنجوش حرب القوقاز طويلة الأمد، خلال القرن التاسع عشر، وظروف الحياة القاسية، التي كان يعيشها الشعب الجبلي العامل. واتصفت هذه الفترة بازدواجية العقيدة عند هذه الشعوب، مابين مسيحية ووثنية، مما كان له الأثر الكبير أيضاً في نبذ هذه الديانات واعتناق الإسلام.

    وفي هذا الصدد تقول الكاتبة الأمريكية ( لزلي بلاتش) في وصف مقاتلي الشيشان في ( حرب القوقاز الأولي) في كتابها( سيوف الجنة) -في إشارة إلى سيوف مجاهدي الشيشان- تقول:" حرب المريدين هي حقبة الشريعة الإسلامية التي قام بإحيائها وفرضها في شمال القوقاز واستخدمها كمصدر ضد الغزو الروسي. إنها حرب شارك فيها جنود ( شامل) من أجل الله ومن أجل الحرية, وساروا لقتال الروس وهم يرتلون القران الكريم وأناشيدهم الدينية وكانت سيوفهم بالنسبة لهم مفاتيح الجنة).

    وانتشرت الحركة الإسلامية الحديثة بين الشيشان وبخاصة التيار السلفي الجهادي والإخوان المسلمين، ومن الأحزاب التي تعبر عن الحركة الإسلامية الحديثة: حزب النهضة الإسلامي وحزب الطريق الإسلامي.

    والشيشانيون جميعهم من السنة، وهم شافعيو المذهب، ولا يوجد بينهم يهودي أو مسيحي شيشاني من العشائر التي تضم الويناخ وأكبرهم ثلاث عشائر الارستغوي والنوختشي والغلغاي.

    التيارات الدينية والعمل السياسي:

    اتصف تاريخ الشيشان بالعداء لروسيا، وقلة النفوذ الشيوعي، وتسييس التصوف وتحويله إلى مؤسسة سرية، واضطلعت الصوفية في الشيشان بالتنشئة السياسية والتعبئة ضد السلطة الروسية ثم الشيوعية السوفياتية.

    وبانهيار الاتحاد السوفياتي حدث فراغ كبير على مستوى الدولة وتصاعد الإحياء القومي والديني وتداخل مع الإسلام، ودخل البعد الحركي الإسلامي في العمل السياسي بعدما كان سريا، وظهر التيار السلفي الجهادي.

    الشيشان قبل الغزو الروسي:

    قبل الغزو الروسي كانت منطقة جنوب القوقاز تحت السيطرة العثمانية، عدا أذربيجان التي كانت تحت سيطرة الصفويين في إيران، أما شمال القوقاز ومنها بلاد الشيشان، لم تكن تحت السيطرة المباشرة للعثمانيين، بل كانت تحت نفوذهم، وقد كانت هذه الشعوب راضية بهذا الوضع بسبب العقيدة والمذهب، كون الدولة العثمانية بمثابة المرجع الديني لهم لكونها "حاملة راية الخلافة الإسلامية".

    قصة الصراع الروسي الشيشاني:

    الصراع الروسي الشيشاني صراع طويل مليء بالدماء والقتل، لم يتوقف على مدى أكثر من 200 عاما، بدأ بعد استقلال روسيا عن المغول بداية القرن السادس عشر الميلادي، وانتهاجها سياسيات التوسع الاستعماري تجاه بحر البلطيق وآسيا الوسطى، وقد أدى ذلك إلى سلسلة من الحروب والصراعات مع المسلمين في الجنوب، والتي استطاعت روسيا خلالها أن تزيد مساحتها من 14 ألف ميل مربع عام 1480 إلى 1.8 مليون ميل مربع عام 1917 أي أن مساحتها تضاعفت ستين ضعفا.

    وكان أول صدام بين الروس والشيشان عام 1722 ووقعت سلسلة معارك بدءاً من العام 1785 بقيادة الإمام منصور مؤسس الحركة المريدية واستمرت هذه المقاومة والمعارك حتى منتصف القرن التاسع عشر، وقد أسر الإمام منصور عام 1791 واحتجز في قلعة روسية حتى وفاته فيها. ثم نشبت بعد ذلك عدة ثورات ، كانت تقمع في كل مرة.

    وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 أعلن القائد الشيشاني الشهير جوهر دوداييف استقلال الشيشان، مما أشعل الحرب الضارية بين الروس والشيشان وكانت القوة العسكرية حينها بقيادة القائد سامر بن صالح بن عبد الله السويلم (سعودي الجنسية) الملقب بالقائد "خطاب" من 1994 حتى 1997، ثم عادت الحرب وتجددت سنة 1999، ومنذ هذا العهد اتخذت حركة المقاومة طابعا إسلاميا أكثر، حيث يسعى المجاهدون إلى إقامة دولة إسلامية على منطقة القوقاز (الشيشان وأنجوشيا وداغستان).

    ورغم انتهاء الحرب في عام 2000، بدأت المقاومة تشن هجمات أشد ضد الاحتلال، وامتدت الهجمات إلى مناطق أخرى في القوقاز، وخلال الأعوام القليلة الماضية وصلت هجمات المقاومين إلى قلب روسيا، في الوقت ذاته يهاجم المجاهدون الحكومة المحلية وعناصر الشرطة بسبب موالاتهم لموسكو.

    أسرى الشيشان في سجون الإلحاد الروسية:

    إضافة إلى عمليات القتل الممنهج والتعذيب، وحرب الإبادة التي تمارسها القوات الروسية في الأراضي الشيشانية، يقبع أكثر من 20.000 شيشاني في سجون الاحتلال الروسي على خلفية غزو هذا الأخير أراضي الشيشان، متهمين "باللصوصية", و"بالإرهاب " أو بالمشاركة في أعمال "غير قانونية "، أو في غالب الأحيان تهمتهم الوحيدة هي كونهم من أصل شيشاني !!

    ومصيرهم غالبا ما يكون أتعس من السجناء الآخرين, حيث يموت الكثير منهم جراء التعذيب والاغتيالات الممنهجة والانتحار، في حين أن سجانيهم هم عبارة عن محاربين روس قدماء أو عملاء شيشانيين سابقين شاركوا في الحرب الروسية- الشيشانية.

    إضافة إلى هذا فإنهم يعاملون أسوأ المعاملة، حيث أوضح كثير من الحقوقيين والمنظمات المدنية أن السجناء الشيشان يتعرضون للتعذيب الجسمي والنفسي، ويمنعون من الصلاة وتحرق المصاحف التي معهم، ويقدم لهم أطعمة مصنوعة من لحم الخنزير، إضافة إلى ذلك يعتدى على أعراض المسلمات.

    وتؤكد المصادر الشيشانية أن ما يقوم به العسكريون الروس في الشيشان ليس حوادث فردية أو تجاوزات شخصية وإنما هي سياسة روسية صادرة عن الكرملين نفسه. وتنقل هذه المصادر أن الرئيس فلاديمير بوتين أعطى أوامره بقتل 80% من المعتقلين وتحويل الآخرين إلى معاقين، وفق ما أورده عمر خانبييف وزير الصحة الشيشاني في حكومة الرئيس أصلان مسخادوف أمام البرلمان الأوروبي في دورته الصيفية عام 2001 م.

    وقد أفادت تقارير عدة لمنظمات تعنى بحقوق الإنسان أن ما ترتكبه روسيا بحق أسرى المسلمين الشيشان يفوق ما يقوم به الأميركان والإسرائيليون من تعذيب في سجونهم، دون التقليل من أهميته.

    الرئيس الشيشاني رمضان قديروف أو «الدمية الروسية»:

    - كافح في البداية مع والده أحمد قديروف ضد القوات الروسية حينما بدأت الحرب الروسية الشيشانية الأولي، أما اليوم-وبعدما صار رئيسا للشيشان- أصبح طفل روسيا المدلل. ففي أثناء حرب الاستقلال في بداية التسعينات، حارب قديروف ضد القوات الروسية، وقاد وحدة عسكرية سميت بقاديروفيتسي والتي أصبحت فيما بعد إحدى الميلشيات التي اعتمدت عليها روسيا لدحض المجاهدين الشيشان، وهو الأمر الذي أشارت إليه عدة منظمات دولية تدافع عن حقوق الإنسان واتهمته بإصدار الأوامر لقتل معارضيه، ووصفته بـ"بسفاح القوقاز".

    - انضم إلى روسيا في 1999 وضُمّت الميلشيات التابعة له إلى المخابرات الروسية. ثم عين نائباً لرئيس الوزراء بعد اغتيال والده، وفي ديسمبر 2005 عين رئيساً للوزراء بالوكالة، وبعد الاغتيال الذي تعرض له رئيس الوزراء الشيشاني الو ألخانوف بسيارة مفخخة تقلد رئاسة الحكومة الشيشانية في فبراير 2007 خلفاً له، وعمره لا يتعدى 30 سنة.

    القائد خطاب... «قصة مجاهد»:

    «خطَّاب» واحدًا من أشهر المجاهدين العرب الذين اشتركوا في جهاد الروس أشد أعداء الإسلام والمسلمين في أفغانستان ثم الشيشان، على الرغم من صغر سنه، وهو من أصل سعودي واسمه «سامر السويلم»، والتحق بصفوف المجاهدين وهو في السابعة عشرة من العمر، وترقى في سلم الجهاد في سبيل الله، حتى صار أمير المجاهدين العرب بالشيشان، وكان له صولات وجولات شهيرة مع الروس، الذين ذاقوا على يديه الكثير من الويلات وأصيب هو بالكثير من الإصابات وفقد جزءًا من يديه، وكان لخطاب سياسة خاصة يتبعها منذ أن كان في أفغانستان؛ حيث كان ينأى بنفسه عن أي شكل من أشكال الخلافات، التي وقعت بين فصائل المجاهدين هناك، وعمل على التركيز في جهاد الروس، وبرع في ذلك حتى أعيا الروس، ولم يستطيعوا أن يقبضوا عليه لشدة ذكائه وسرعة تحركاته، فلجئوا كما هي عادتهم إلى الغدر والخيانة، واستغلوا أحد ضعاف النفوس من الخونة، وأعطوه خطابًا مزورًا من أحد قادة المجاهدين الشيشان ليعطيه إلى القائد «خطاب» وكان بالخطاب نوع متقدم من السم الفتاك، يقتل باللمس، فلما فتح «خطاب» الخطاب وأمسك الورقة بيده تسلل السم إلى جسمه فمات رحمه الله رحمة واسعة، وذلك في 8 صفر 1423هـ الموافق 20 أبريل 2002هـ.

    دور الحكومات والشعوب تجاه القضية الشيشانية

    أشار الباحث الإسلامي الدكتور راغب السرجاني إلى أن المشكلة الحقيقة في موقف الدول العربية والإسلامية من قضية الشيشان أن هذه الدول لا تتعامل مع (الشيشان) على أنها دولة مستقلة ذات سيادة، وتعتبر صراعها مع (روسيا) صراعًا داخليًّا؛ خوفًا من الدب الروسي.

    وأشار أيضا إلى أنه على حكومات العالم الإسلامي أن تفهم أنه لا مصلحة لأحد غيرها في دعم القضية الشيشانية؛ لا مصلحة لروسيا ولا أمريكا ولا إسرائيل ولا أوربا ولا الصين..، ومساعدة الشيشانيين على الاستقلال والتقدم بدولتهم نحو التقدم والقوة، ففي هذا نصرة للمسلمين المضطهدين، وزيادة لقوة المسلمين ووحدتهم؛ لذا لا بد من سعي حكومات العالم الإسلامي من خلال منظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية وكل سبيل ممكن لتحريك القضية ونصرة شعب الشيشان

    وعن الدور المنتظر من الشعوب أشار أوضح السرجاني عدة نقاط:

    1- فهم قضايا العالم الإسلامي فهمًا جيدًا: وعدم الاكتفاء بالفتات والقشور، وفي قضية الشيشان ينبغي على كل مسلم أن يعرف طبيعة الصراع الروسي الشيشاني، وحقيقة ما يجري هناك، و أن يعمل جاهدًا على نشر القضية بين الناس، فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم.

    2- التحرك العملي السريع: ففهم القضية سينتج عنه العديد من الواجبات العملية، التي ستتمثل في بذل المساعدات قدر المستطاع، سواء تمثل ذلك في التبرع المادي، أو من خلال فضح الممارسات الوحشية ضد الشعب الشيشاني المسلم، وتوصيل ذلك للمهتمين بحقوق الإنسان في العالم، وكذلك المقاطعة الاقتصادية والتجارية لتلك الدولة المعتدية الآثمة!

    3- بث الأمل: حيث يواجه بضع آلاف من المقاومين الشيشان، أكثر من نصف مليون جندي روسي، زودوا بـ(11 ألف) دبابة وسيارة مصفحة، وعدد كبير من المدافع الثقيلة والصواريخ والطائرات، ومع هذا قتل الشيشان عشرات الآلاف من الجيش الروسي حتى الآن.

    ـــــــــــــــ

    ShareThis

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...