إعلانات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
    مشاركة مميزة

    المشاركات الشائعة

    أرشيف المدونة الإلكترونية

    المتابعون

    آخر التعليقات

    أرشيف المدونة الإلكترونية

    بحث

    المشاركات الشائعة

    الاثنين، 30 ديسمبر 2013

    اغرب واغبى قوانين المرور في المغرب

    صدر بالجريدة الرسمية عدد 5824 بتاريخ 8 ربيع الثاني 1431 الموافق ل25 مارس 2010 القانون رقم 05-52 المتعلق بمدونة السير على الطرق ليضع حدا لصراع محتدم ومشحون بين وزارة النقل ونقابات السائقين لما يزيد على ثلاث سنوات، أسفر في الأخير على إدخال ما يناهز 80 تعديلا على النص الأصلي قبل المصادقة عليه من طرف مجلس النواب ومجلس المستشارين، وبذلك تكون وزارة النقل قد فازت ولو بالنقط، وليس بالضربة القاضية كما كانت تنشد في البداية، على نقابات السائقين، وتمكنت من إدخال مدونة السير حيز التنفيذ في كامل التراب المغربي ابتداء من فاتح أكتوبر 2010، وأنا في هذا المقال لست بصدد توضيح الخطوط العريضة وما جاءت به هذه المدونة من جديد، ولمن يهمه أمر مدونة السير ونصها سوف يجد رابطا لتنزيلها أسفل هذا المقال.
    من المعلوم أن المغرب يتوفر على ترسانة قانونية متكاملة وجد مهمة تكاد تقترب بما هو معمول به في الدول المتقدمة في العالم، وما فتئ ينقحها ويطورها تدريجيا تبعا للمستجدات والثغرات التي يمكن أن تظهر في التطبيق الفعلي لتلك القوانين، لكن المعضلة الكبرى والمشكلة العويصة ليست في نصوص القوانين وأقسامها وأبوابها وفروعها وموادها، بل هي في الأساس من 



    وجهة نظري تكمن في غياب التفعيل والتطبيق الأمثل لهذه الترسانة القانونية مع الأخذ بعين الاعتبار مبدأين رئيسيين وأساسين في ذلك، أولهما مبدأ مساواة الجميع أما القانون بدون استثناء وحماية حقوق المواطنين وحرياتهم من جميع صور التمييز المبنية على أساس السلطة و الجاه والقرابة والمعارف والمال التي تفتق فتوقا غائرة في جسد المجتمع من الصعوبة رثقها مما يتولد عنه اضمحلال بل غياب أي شعور يمكن أن يجعل المرء يفتخر بانتمائه، ثانيهما مبدأ محاربة الفساد بجميع تجلياته وأقنعته خصوصا بنته الحرايمية الرشوة التي أرشت عظام المجتمع برمته وتركته كأعجاز نخل خاوية، فأصبحت تتجول معنا في الأسواق، وتأكل معنا ما تيسر من الطعام، وترافقنا كعشيقة متيمة بنا إلى المحاكم والمستشفيات وجميع الإدارات بدون استثناء، فتعودت علينا وتعودنا عليها وصارت منا وإلينا لدرجة لم يعد بالإمكان فطمها عنا ولا فطمنا عنها.

    إن الوجه الآخر للمشكل هو ذو أبعاد أخلاقية صرفة، فأية قوانين مهما كانت صرامتها ودقتها تبقى دائما في حاجة إلى الأخلاق والضمير اللذين يعتبران بمثابة الفرامل التي تكبح جماح رغبات النفس البشرية الأهوائية، عندما يحاسب المرء نفسه بعيدا عن مشانق الناس ومطاعنهم أو مدحهم ونفاقهم، وإلا أضحى المجتمع في ظل قوانين مكتوبة بدقة وعناية يتم تطبيقها بطرق ملتوية واحتيالية ذات معايير مزدوجة وانتقائية أبيقورا متضخما كالديناصور لدرجة تنذر بالانفجار، وأبيقور هذا هو الفيلسوف اليوناني الذي يرى أن السعادة واللذة هي غاية الإنسان ولا خير في الحياة إلا اللذة ولا شر إلا الألم، وهي للأسف أكثر المظاهر السائدة اليوم بين 'كحل الراس' 'وزعر الراس' على كوكب الأرض في قاراته الخمس، ومن لم يتسحي فليصنع ما يشاء مع وضع خط عريض تحت ما يشاء
    المصدر 

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    ShareThis

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...